بسم الله الرحمن الرحيم
بيان الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والإفتاء والإرشاد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والآه .
يقول الله تعالى: وإذا جاءَهم أمرٌ مِنَ الأمنِ او الخوفِ أذاعوا به ولوا ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمهُ الذين يستنبطونهُ منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمتهُ لاْتبعتم الشيطانَ إلا قليلاً ) النساء
نسأل الله أن يتقبل شهدائنا (شهدائنا وشهداء التحالف العربي ) ويداوي جرحانا وأن يفك أسرانا .
إنه وبعد لقاءات متعددة وتواصل مستمر خلال الفترة السابقة بين أعضاء الهيئة الشرعية الجنوبية خرج هذا البيان :
بداية هناك معطيات وحقائق لابد من ذكرها لمن غفل او تغافل .
أولاً : أن الهيئة الشرعية كانت ولا زالت حاضرة في كل المشهد بدورها المعروف عنها وهي على ما عاهدت به شعب الجنوب بل إنها تجاوزت دورها المنوط بها في التوجيه والإرشاد لتشارك ميدانياً وتلتحم مع الجماهير في رد وصد العدوان الغاشم والاِحتلال المتجدد وصد الصائل المعتدي .
وقد كان كثير من أعضائها قادة ميدانيون في المقاومة الجنوبية ومنهم من جرح ومنهم من اُسر ومنهم من قَدَم أقرب الناس إليه شهيداً او جريحاً ، كما تعرضوا لصنوف الأذى ليصل إلى أُسرهم ومنازلهم وكان لبعضهم دور في إيضاح الصورة عن المقاومة الجنوبية وحقيقتها ودوافعها في الملحمة البطولية لشعب الجنوب وذلك عبر القنوات الفضائية وعبر اللقاءات المتواصلة مع الجهات الخارجية وخاصة الإقليمية في التحالف العربي .
وكان لها دور في رد الشبهات وأباطيل الطرف الآخر ممن يزعم مقاومته تمرد الحوثي وعفاش .
إنا لانذكر هذا تفضلاً او مِنَّةً على شعبنا فهذا واجبنا ولكن لإيضاح الحقيقة لمن غابت او غيبت عنه .
ثانياً : إن ما جرى من ملاحم بطولية في عدن وسواها من أراضي الجنوب ما كان ليتأتى بعد فضل الله سبحانهُ وتعالى لولا الأرضية الصلبة التي وضعها الحراك الجنوبي ونضاله السلمي ونشره ثقافة المقاومة ورفض الاِحتلال بكل أشكاله وصوره وجسد ذلك من خلال التضحيات الجسيمة من سقوط شهداء وجرحى ومعتقلين وهم عزل عبر أدوات القمع والجبروت ، إنها ثقافة التضحية والشجاعة والبطولة ولمن فاته ذلك أن يتذكر .
ثالثاً : حقيقة مهمة فتح باب الأمل والثقة بالله وفرجه القريب .
كيف كنا وكيف صرنا وماهي إمكانياتنا وإمكانيات عدونا وكيف سخر الله سبحانه وتعالى لنا الأسباب ومن أهمها ظهور التحالف العربي ليكسر قوةً رهيبةً عسكرية أمنية إستخباراتية ما كان لنا بإمكانياتنا أن نكسرها .
أخذنا زمام المبادرة وامتلكنا أدوات القوة واليوم نحتاج إلى إستثمار هذا وترشيده وتوجيهه وهذه مهمتنا جميعاً وسيتم الله علينا أمره .
بعد هذه الحقائق المهمة نؤكد إننا خرجنا برؤى أهمها :
1- ترتيب وضع الهيئة الشرعية وتهيئتها للمرحلة الأنية والقادمة ومن ذلك تم إختيار الشيخ هاني اليزيدي بإجماع الأعضاء وبتكليف من الشيخ حسين بن شعيب رئيساً بالإنابة للهيئة يتولى تسييرها حتى عودة رئيس الهيئة الشيخ حسين بن شعيب من الخارج .
2- تفعيل دوائر الهيئة وتوزيع الأعضاء عليها لتسهيل العمل والمسارعة مع تسارع الأحداث .
3- التواصل مع جميع القوى المؤثرة ( المقاومة الجنوبية – القوى السياسية والقوى المجتمعية ) لترتيب البيت الجنوبي وإغلاق باب الفوضى والتثبيط وإستيعاب الجميع .
وهنا نوجه نداء ومناشدة للجميع بدون إستثناء إن المسؤولية مسؤولية الجميع لا ينفك عنها أحد صغر ام كبر كل في إختصاصه ومكانه ومن واجبه حمل الأمانة مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما مثلكم كمثل قوم كانوا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذي في أسفلها إذا أرادوا ن يستقوا مروا على من فوقهم قالوا : لو أَنَّا خرقنا في مكاننا خرقنا فلم نؤذي من فوقنا ! فلو تركوهم وما أرادوا لهلكوا ، وهلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ، ونجوا جميعاً ) فلنأخذ بيد بعضنا البعض ولنجعل الثقة هي الأصل بيننا وحسن الظن وإلتماس العذر والتثبت هي ديدننا .
وفي الأخير نوجه الشكر لإخواننا في التحالف العربي وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز ودولته الرشيدة المملكة العربية السعودية والشيخ خليفة بن زايد ودولته إمارات الخير ونقول لهم لقد أثبتت الأحداث اننا جميعاً يداً واحدةً ومصيراً واحداً ، فكونوا إلى جانب هذا الشعب الذي أحبكم وأحببتموه .
وفق الله الجميع للخير وحفظ الله شعبنا الجنوبي العظيم وسدد الله على طريق الخير خطاه وأتم عليه نعمته في نيله اِستقلاله والسيادة على أرضه وعيشه في وطنه في أمن وسلام .
صادر عن الهيئة الشرعية الجنوبية للدعوة والإفتاء والإرشاد . عدن الأربعاء 6 صفر 1437هجرية الموافق 18 نوفمبر 2015م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق