رحمك الله ياصديقي ورفيقي القائد البطل احمد الادريسي...
مِنْ عَدَن المَجدِ والبُطولَةِ.. وَمِنْ مَنصورَتِها الثائرَةِ ...خَزَّانُ المُقاوَمةِ وَمَدينةُ الشُهداءِ ... نبتدأ هذهِ الرِحلةَ التي أطلَّ مِنها.. مُقاومٌ بِضوءِ الشَّمسِ..شابٌ بَهيٌ كشمسِ الجنوبِ.. رَجلٌ بَسيطٌ كبساطةِ أبنائها...قائدٌ متهمٌ بِحبِّ تُرابِ الجَنوبِ الطَّاهرِ... وفيٌّ لشهدائها... مَدينٌ بالعملِ على نَهجِ التَحريرِ والاستقلالِ واستعادةِ دولتهِ الجنوبيةِ المستقلةِ... رِحلةٌ قَررَ فيها أبناءُ الجَنوبِ.. أنْ يَزرعوا النُجومَ في ليلٍ حالكِ ...غطى ويُغطي سماءَ أرضهم... رافضينَ أنْ تَبقى سُطورُ المَجدِ الجَنوبي في الظُلمةِ... فكانتْ البدايةُ مِنْ عَدن ... بدأتْ رِحلةُ غزو العَواصفِ على أرضِ الجَنوبِ.... في ليلةٍ قمريةٍ. اكتمل هِلالُها في يوليو 2015م ..َرحلَ فيها المُحتلُّ...ذليلاً...مُهاناً ناكساً رَأسَهُ... يَجرُّ ذُيول الهَزيمةِ... فهذا الثَرى الجنوبيُّ المُقَدسُ..يُحرِّمُ بَقاءَ الغزاةِ وكلَّ ذَميمٍ لعينٍ... رَحلَ الغُزاةُ عن أرض الجنوب.. ...مُتدثرينَ بِلباسِ الهزيمةِ... لملَموا بقايا ظُنونهم وَمكرِهمْ...فأرضي أبتْ تَقبُّلَ الظلمِ والجهلِ والنَّهبِ أو خائني العهودِ... هذه الرِحلةُ.. ليستْ مُجردَ انتقالٍ من مكانٍ إلى آخر.. بل هي قفزةٌ حقيقيةٌ إلى عالمٍ مغايرٍ تماماً .. إلى مَسرحٍ كاملٍ لتاريخٍ جديدٍ.. تاريخٌ حيٌّ تتداخلُ فيه الصورُ.. لِتَبرزِ هناك صورةٌ واضحةٌ وحقيقيةٌ. لملحمةٍ بُطوليةٍ...كَتَبها شهيدٌ كأنَّهُ أولُ الشُهداءِ... لاسمِهِ يَنحني القلمُ خَجلاً... وكأنَّهُ آخرِهُمْ...فَينزفُ القلمُ حِبراً من شموخٍ وكبرياءٍ... شهيدٌ كأنَّهُ لم يولدْ ولم يُستشهدْ... لتنتحي كل القصائدِ جانباً...الحُبُّ مرسالٌ من وفاءٍ...والبَحرُ لِكَفيهِ مَرسى... كأنَّهُ حُلمٌ... كأنَّهُ أملٌ... كأنَّهُ قَبَسٌ من فَرَجٍ... رَجلٌ كَتُرابِ أرضي الطاهرةِ.. لقد كانَ باسماً في لحظةِ استِشهادهِ... كَطائرٍ مُحلِّقٍ في فَضاءِ الروحِ.. ضاحكاً كَفجرٍ نَديٍّ... عفوياً كنسمةِ الجنوبِ... عَبرَ في صفحاتِ النَّصرِ ومضى... بل نَمضي ويبقى قريباً...فلم تُرفع الجَلسةُ بَعدُ... فالجَلسةُ لازالتْ مُستمرةً ولم ترفعْ بَعدُ...وأنا لازلتُ مندهشاً حتى اللحظةِ…أحاولُ أنْ أُلملم أطرافي..لعلي استجمِعُ شيئاً ما من صورِ حياتهِ…وأيَّ انبهارٍ ذلك الذي يقودوني إلى حافةِ العَجزِ..؟!! وأنا أتنفسُ الحَرفَ…أحاولُ أن أجمعَ الكلماتِ…فلازلتُ أسيرَ الصَدمةِ....فكانَ صَدى الصَمتِ…يَجعلني أقفُ مُحتاراً…! كم أبدو صغيراً وأنا أقفُ حائراً…مِنْ أينَ أبدأ؟ وأي الكلماتِ سأكتُبُها؟!.ومن أي بقعةٍ أتذوقُ الشمسِ..؟ شمسُ حَياتهِ الساطعةِ...وأي محطةٍ أبدأ في رِحلةِ حياةِ الشهيدِ القائدِ البَطلِ أحمد الإدريسي
صالح اليافعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق