كلنا إرهابيون إلا من رحم الله !!
تجولت في معظم الدول العربية وزرت العديد من الدول الغربية، قرأت وبحثت في كيفية تعاطي تلك المجتمعات المختلفة مع الأحداث والأزمات وكيف يواجهون الخطاب الديني والسياسي والثقافي، أطلعت على قوانينهم دساتيرهم عاداتهم تقاليدهم سلوك تعاملهم مع بعضهم مع قادتهم مع دينهم مع علمائهم مع مرجعياتهم، رأيت التزام وتحايل على الأنظمة والقوانين، فسألت نفسي عن تصرف نفسي، سألت ذاتي من أكون هنا ومن أنا هناك؟ فكان لي أن أصل الى نتائج واجابات قد تكون مخيفة تدعوني الى إعادة النظر في مجمل نواحي الحياة، حامدا وشاكرا الله على نعمة العقل الذي جعلني أقدس الخالق وأحترم الخلائق كما أمرني الله، فسألت نفسي بالحاح شديد : طالما وأن الخالق وآحد ، فلابد أن نجد قواسم مشتركة نعمل على تنميتها واتخاذ منها سبيلا لتقديس الانسانية وصون كرامتها بعد أن فشل المنبر الديني والخطاب السياسي والفكر العسكري والتوجه الثقافي في ذلك سواء في الشرق أو في الغرب، ولكنني وجدت نفسي غير مستعدا للاجابة عن ذلك السؤال الذي حتما سأجيب عليه بعد أن أذكر النتائج التي توصلت اليها، وهي بطبيعة الحال صادمة لي ولكل ممن لايزال مخدوعا بغباء من يطلقون على أنفسهم نخب ثقافية وسياسية ودينية وأجتماعية، فمن منطق الدين نصيحة كان لي أن أصيغ النتائج على شكل نصائح ضمنية، إخلاصا لديني وتكريما لعروبتي وإحتراما لكل مسلم وعربي في مشارق الأرض ومغاربها، فجودا بالإجابة على أنفسكم كما جاد قلم تلميذكم بما جاء به تاليا:
_ ألم تكن الأنظمة الغربية قد وضعت القوانين والأنظمة التي من شأنه أن تمنع ظهور الإرهاب والفئوية والمذهبية في بلدانهم، مستفيدون من الكوارث التي نتجت عن الارهاب الذي ساهموا في تسهيل عبوره الى بلدان ما، مما جعل من المهاجرون يرون دول الغرب بلاد السلام على أنقاض الإسلام وليس بسبب قساوة نظام... وهذا يعد إرهابا إنسانيا ونحن شركاء به !
_ ألم نجد أنفسنا ونحن في دولة ما نمجد ونقدس من يدعون الشباب للجهاد وتفجير أنفسهم للدفاع عن دين ما بينما يذهبون وأبنائهم الى قضاء فترة نقاهة واستجمام في عواصم الكفر والإلحاد كما يسمونها !؟ اذا كانت الاجابة بنعم... فهذا ارهاب ديني ونحن شركاء به.
ألم نطبل ونتبع بعض القادة الذين يرفعون شعار الوطن أولا بينما نجدهم ينتمون بأفعالهم لوطنهم الصغير المتمثل بالقبيلة والمنطقة؟ اذا كانت الإجابة نعم...فهذا ارهاب سياسي ونحن شركاء به.
_ ألم نرى نحن المسلمون من أنفسنا أخوة نتزاوج ونتزاور ونتعاون فيما بينهم في بلاد الغرب بينما نكفر ونقتل ونحارب بعضنا في دول أخرى ؟! اذا كانت الاجابة بنعم...فهذا يعد ارهابا طائفيا ونحن شركاء به!.
_ ألم نجد أنفسنا في بعض الدول نطبل ونصفق لبعض الشيوخ والوجاهات الإجتماعية الذين يتشدقون بالأخوة والمساواة والتعاون بينما نجدهم يبنون مجدهم على عروش فئات مجتمعية أطلق عليها لقب ( ناقص ) وأطلق على الاخرى لقب ( عبيد ) وفي كل الأحوال نجد أصحاب القول العقيمة تمجد هؤلاء وتعمل على ترسيخ هذا التوجه بداعي الانتماء لفئة أطلقت على نفسها لقب ( قبيلي)؟ اذا كانت الاجابة بنعم ...فهذا يعد إرهابا ثقافيا ونحن شركاء به !
_ ألم نكن قد صمتنا ولازلنا نلتزم الصمت في تهجير النخب والكوادر العربية من قبل بعض الانظمة العربية منذو ستينيات القرن الماضي وتسهيل دخولها من قبل الأنظمة الغربية دون مراعاة لسبب الهجرة ودون أن نجتهد لفتح ملف قضايا تستند لقوانين تعرض من تسبب بذلك للمسائلة القانونية لكي نوقف العبث بمستقبل الأمة وأبنائها ومستقبل أجيالها ؟! اذا كانت الاجابة بنعم..فهذا ارهاب اخلاقي ونحن شركاء به !
بالمختصر المفيد :
للإرهاب عدة أنواع...لكل نوع صفات ولكل صفات دوافع ولكل دوافع أهداف ، تصنعها بعض الأنظمة الغربية، تنفذها بعض الأنظمة العربية ، يكتوي بنارها كل من قدس رجل الدين على حساب الدين نفسه، وكل من يقدس رجل السياسة على حساب الوطن، وكل من يعظم شيخ القبيلة على حساب مبادئ العدل والمساواة المجتمعية.
المستشار/ غسان محسن العمودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق