(( المصفاة وإلقاء التهم جزافاً ))
١// لم أكن في يوم ما من المدافعين عن المصفاة ، وايضاً لست من المدافعين عن التاجر العيسي الذي يهيمن على قرار المصفاة لتسخيرها لخزن محروقاته حصراً ، وقد تناولتهما في كثير من المقالات النقدية اللاذعة والفاضحة للالاعيب التي تدور في المصفاة ولصالح العيسي ، كما وقد حدث كثيراً في المصفاة وكله لصالح احمد العيسي ، وهذا يعرفه كل عمال المصفاة - عدى شرذمة المنتفعين المصلحيين - كما ويعرفه كل أهالي البريقه - الملاصقة للمصفاة - ويمكن كل اهالي عدن تقريباً ..
٢// بالأمس واليوم ، وأنا أتجوّل في جروباتي بالواتس ، وايضا في صفحات أصدقائي ، فقد رأيت مايشيب له رأس الجنين من التراهات والتنظيرات الفارغة و .. و.. المتعلقة بحريق المصفاة ، واللافت أن كلها تصبٌ جام غضبها وإتهاماتها للتاجر احمد العيسي ، ولكن في الإتجاه والإتهام الخاطئ ، وذلك بإعتباره المستخدم والمحتكر الوحيد لخزانات المصفاة ، وربط ذلك بالمعونة السعودية من محروقات المحطات ، وهي التي جاءت لتضرب مصلحة دسمةٍ للتاجر العيسي ، وحرمته من الإنتفاع الجائر من توريد هذه المحروقات للمحطات بإسلوبه المعروف للجميع طبعاً .
٣// هنا أقول للمثرثرين بدون علم في موضوع حريق المصفاة ، أن الخزّان الأول الذي أحترق مساء الجمعه ١١يناير ٢٠١٩م ، والٱخر الذي إشتعل في اليوم التالي عصر السبت ، وبصرف النظر - على الأقل حتى الٱن - عن سبب الإشتعال أو المتسبب فيه ، لأنّ كل أحاديث الثرثرة الفارغة التي تدور بين العامة وفي وسائل التواصل تحصر الحديث في إستخدام هذين الخزانين لخزن المعونة السعودية من المحروقات ، أو في حرمان العيسي من الخزن فيها بسبب هذه المعونة ، وبعد ذلك تخرج بالتأويلات البعيدة عن الواقع تماماً ، وهذا غير صحيح مطلقاً ، لأنّ هذه الخزانات المحترقة لاتسخدم لخزن المحروقات الصالحة نهائياً ..
٤// يعرف كلٌ عمال المصفاة أن الخزانين المشتعلين حتى الٱن يستخدمان في المصفاة كبرميل نفايات أو بالوعة صرف وحسب ، حيث تورّد اليهما كل مخلفات ونفايات تكرير الخام التي تجري في أعمدة التكرير ( الكولم ) ، ولذلك وجودهما بجوار أعمدة التكرير ، كما أن هذا الوجود ضروري وحيوي في نشاط المصفاة عموماً ، ولذلك فإن إحتراقهما ، وبالضرورة إنصهارهما جرّاء الحريق ، وهذا سوف يؤدي بالقطع الى تأخير تشغيل المصفاة فيما إذا كانت ثمة نيّةٍ صادقة لتشغيلها أصلاً ، بل وهنا فقط مكمن ترجيح أنّ هذا الحريق في هذين الخزّانين هو ضمن المخطط المبرمج لعرقلة تشغيل المصفاة ، وكما يجري في بقية فروع ونشاط المصفاة ، كالطّرد المبرمج عبر التقاعد للفنيين المؤهلين في تشغيل المصفاة ، والتعثر والتلاعب الجلي في تشغيل محور المصفاة وهو محطتها الكهربائية ، وتدمير أسطول سفن المصفاة و..و..
٥// حتى اللحظة لم تعلن أي جهة رسمية عن السبب الحقيقي وراء هذا الحريق ، وهو يعتبر كارثي فيما إذا كانت هناك جادة لتشغيل المصفاة كما أسلفنا ، لأن الأمر سوف يستدعي بناء مثل هذين الخزانين المهمين كمصرفٍ وبرميل نفايات للخامات المكررة ، وهذا الأمر سوف يحتاج الى فترة طويلة كما نعرف جميعاً ! وكذا سيحتاج الى شركة متخصصة في بناء الخزانات ، ولنلاحظ هنا مدى التمييع والتلاعب في مسألة إعادة إنشاء محطة الكهرباء ، خصوصاً بعد أن تمّ دك وتدمير بنىً قوية ومتينة فيها ولم تكن ثمة حاجة الى تكسيرها مطلقاً ، وهنا أصل العبث ..
٦// حريق خزّانات النفايات في المصفاة هو حدثٌ كارثي بكل المقاييس بالنسبة لأوضاع المصفاة ، ونعرف جميعاً مخرجات أعمال اللجان المشكلة لمثل هذه الغايات ، فما بالنا وإذا كان هناك لوبي سلطوي قوي يسند عملية تركيع هذه المنشأة الإقتصادية العملاقة لتحويلها الى مصلحته الخاصة ، فكيف نتوقع النتائج ؟! لكن وبكل أسف ومرارة أن صمت عمال المصفاة وتهاونهم البالغ في الدفاع عن مصفاتهم وكل مايدور فيها من عبث ، وكل ذلك بسبب تمييعهم المبرمج والمنفذ من قبل طواغيث العبث وتحويلهم الى لاهثين وراء تحصيل مرتباتهم وحسب ، كل ذلك جعل طواغيث العبث وأذنابهم أن يتمادوا في غيهم وعبثهم ، ومواصلة تدمير هذا الصّرح الذي كان عملاقاً في يوم ما .. أليس كذلك ؟!
كتبه / علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق