بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد المبشرين وإمام المنذرين, وعلى آله وصحبه والتابعين.
وبعد: فإنه لا يخفى على الجميع ما يثيره نشر الخبر السار والضار على نفسية السامع حزنا وسروراً, ومن هنا حث الشرع على التثبت في نقل الأخبار, وذلك لما في نقلها من الآثار النفسية والاقتصادية والاجتماعية, سلبا وإيجاباً.
وببسب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة النت صار العالم اليوم كقرية, وبات نقل الخبر يسيرا, لكن غاب عن الكثير أدب إسلامي في نقل ما يسمعون, ألا وهو التثبت من صحة هذا المنقول, حتى لا يقعوا في المحذور,
فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك, وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه،
روى مسلم في مقدمة صحيحه عن أبي هريرة_ رضي الله عنه_ عَنِ النَّبِيِّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قال: "كفى بالمرء كذبا أَنْ يُحدِّث بِكُلِّ مَا سَمِعَ
وَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ قَالَ: "بِئْسَ مَطِيَّة الرَّجُلِ زَعَمُوا
قال الخطابي: في معالم السنن:" أي: كفى المرء من حديث الكذب تحديثه بكل ما سمعه ، وذلك لأنه يسمع في العادة الصدق والكذب ، فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب ، لأخباره بما لم يكن".
فكل هذه النصوص تأمرنا كمسلمين بالثبات والتثبت والتأني, ورد الأمر إلى أهله قبل نشره, حرصا على إذاعة ما يسر إذا كان فيه مصلحة راجحة لعموم الأمة, أو كتمه, وكتم ما يضر إذا كان فيه مفسدة راجحة للأمة أو اذاعته ونشره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق