عقب تناقل الناس نبأ استشهاد ابو اليمامة، وصادف ذلك اليوم وجود ام الشهيد اياد بن سهيل واطفاله في المستوصف، وعند سماع ام الشهيد بتلك الاخبار، صرخت وأخذت تلطم وجهها، بينما أطفال الشهيد اياد بن سهيل ينظرون إليها بحالة ذهول، وكأنهم يقولون ماذا حدث؛
ألتم بعض المتواجدين بالمستوصف حول هذه الام المسكينة، في محاوله منهم لتهدئة روعها، الا انها سقطت على الأرض في حالة فقدان الوعي، وارتفع صراخ أطفال الشهيد اياد بن سهيل، هرع الأطباء إلى المكان، وتم نقلها إلى أحد الأسّرة في المستوصف، وقاموا بعمل الاسعافات لها ، وسط ذهول الجميع.
وعندما بدأت تستعيد الوعي كانت تهذي بكلمات ابكت كل المتواجدين حولها، وكانت تقول اني لم أحزن على ابني الشهيد اياد بن سهيل، كما هو حزني اليوم، لقد مات ابو اليمامة، الذي لم يقصر معنا يوما" منذ استشهاد ابني، كان أبو اليمامة يتواصل معنا ويطمئن عن صحتنا وما نحتاج ، ويعاملني كأني امه الحقيقية، واطفال ابني كأنهم اطفاله، ورغم مشاغله الكثيرة الا انه كان يزورنا إلى منزلنا الكائن في وادي ولخ، ويجلس مع أطفال ابني وكأنه ابوهم، وفي آخر زياره لنا قبل اربعه أشهر، وصل ابني منير ابو اليمامة إلى منزلنا بعد الظهر وكان معه طقم واحد واثنين مرافقين، ولما شاهدته، ذكرني بابني اياد، وشعرت بالفخر اني أنجبت بطل، وكان رفيق هذا البطل المتواضع والانسان المكافح، كان حديثنا معه حديث من القلب إلى القلب، واخذ يتلمس احوالنا وما نحتاجه، وصادف وقت زيارته إلى منزلنا، جفاف وانعدام المياه، وكنا بحاجه لخزان مياه، وعلى الفور تكفل ابو اليمامة، بعمل خزان مياه، لأطفال ابني وصرف لنا مائه وخمسون كيس اسمنت وطن حديد، واخبرنا بأنه قد قام ببناء منزل متكامل في عدن، خاص بأطفال ابني، وانه صار جاهز وبأماكننا السكن فيه.
اي وفاء واي عهد؛ كان يحمله الشهيد ابو اليمامة لرفقائه، انه عهد الرجال للرجال، بأن الذي تسبق منيته، على أخيه الحي ان يهتم ويراعي أسرته، وهو ما حدث بين الشهيدين ابو اليمامة واياد بن سهيل (رحمهم الله ) وكأنهما يعرفان النهاية،
يقول لي صاحب القصة انه كان متواجد في بقالة بن عبادي في احد الايام قبل اربعه أشهر، وفجاه دخل إلينا ابو اليمامة اليافعي أصبنا بحالة ذهول، أصحيح هذا الشخص الداخل إلينا هو أبو اليمامة؛ الرجل الحديدي، وقاهر الإرهاب، اخذ يصافحنا وكأنه يعرفنا من قبل، رغم ان هذا اللقاء هو الوحيد الذي جمعني بالشهيد.
اخذ يسئل صاحب البقالة كم المبلغ الدين على اخي اياد بن سهيل، وكان المبلغ مائه وخمسون الف ريال، وقد قام بتسديدها، وقطع فاتورة أخرى، مواد غذائية متكاملة، أخذها إلى أسرة الشهيد اياد، وعند انصرافه قام بتوديعنا، وقال الان سوف يرتاح اخي الشهيد اياد بن سهيل في قبره، بعد قضاء ديونه.
وعند خروجه من البقالة طلبنا التقاط صوره تذكاريه معه، وقال ( لي الشرف ان أتصور بين اهلي وناسي وفي منطقة العمري منطقة الشهداء والابطال) .
عاش ابو اليمامة حياه بسيطة ،بالقرب من الناس، كان قمه في التواضع، ودماثة الأخلاق، من يقابله يحس بذلك، والدليل ان زياراته
المتكررة إلى يافع عادتا" ما تكون زياره متواضعة، لم يصطحب معه المدرعات والاطقم وعشرات المرافقين باعتباره شخصيه هامه ومحل استهداف للجماعات الإرهابية التي حاولت اغتياله مرات عديده.
رحم الله الشهيد العميد منير محمود أبو اليمامة وجميع الشهداء.
بقلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق