العجب في الرحلة الى سد وَلَب
كتبه أبو أنس صافي الصافي
ه ذو الجحة ١٤٤٠
٦ اغسطس ٢٠١٩
فبعد صلاة الفجر بقليل تحديدًا تأهبنا للرحيل الى وجهتنا الى حددناها قبل أيام وهي زيارة الموقع الذي سيُبنى فيه سد وَلَب الكبير الذي سيستخدم لاغراض متعددة
منها
- حجز السيول وحماية الوادي من الخراب والدمار
- وحجز المياه والاحتفاظ بها داخله الى موسم الجفاف
- استخدام الماء في الشرب والري والبناء
- تغذية المياه الجوفية في السيلة للابار والغيول والعيون
- ومنها ستكون آبار قوية تكفي لحطيب وبني بكر والحد
- وسيستفيد منه لمشروع مياه لبعوس المفلحي
- اعانة المزارعين على زراعة البُن وغيرها من المزروعات الطيبة المباركة
- ويمكن بناء محطة تنقية مياه على السد كذلك
كانت نقطة تجمع الرحلة في سوق السلام
والمجتمعون هم
السفير خالد محمد الحصني
الشيخ محمد جعفر القعيطي
الشيخ عبدالله الحاج العبادي( ابو عبدالرحمن )
والاخ علي حامد العبادي ( ابو عمار )
والاخ عبدالله صالح العبادي ( ابو علي )
بعد التجمع وشرب الشاي وأكل فطائر الخبز في السوق تحركنا في وجهتنا عبر طريق يافع — لبعوس — الحد — حتى وصلنا الى مفرق طريق نقيل الجانحة ظلفوت بعد النقطة الامنية ، فسلكنا تلك الطريق الشاقة الشيقة وبعد البدء فيها بقليل رأينا مشروع عمل فأُخبرنا انه اختصار لتلك الطريق ذات المنعطفات الكثير والصعبة طول الطريق 800 متر ، رأينا عملًا جبارًا ورائعًا قام على نفقة الاهالي بكلفة تجاوزت 120 الف دولار ، وأحد المشرفين على المشروع هو الدكتور يوسف العمراني القعيطي ، ولفت نظرنا بالاضافة الى قوة العمل والانجاز فيه ذلكم الساند الحجري الضخم الذي كان له منظر جميل مهيب ، جزى الله خيرًا كل من ساهم فيه ولو بكلمة
ثم استمرينا في طريقنا وكنا نتهيب النزول في النقيل لمعرفتنا القديمة به فقد كان فيه من الصعوبة والوعورة ما الله به عليم ولكن تفاجئا بان النقيل كان مرصوصًا بالحجارة بعمل جيد جعل من النقيل متعة ونزهة أخبرونا حينها بان تكلفة الرص قُسمت على القرى المستفيدة وكان طول النقيل يصل اربعة كيلو مترات
ومع ذاك فالطريق بحاجة ماسة الى صيانة بسبب السيول التي تنزل وخاصة في مواسم الامطار
وصلنا الى سيلة حطيب قرية المعزبة وقرية الشعاميط ولحق بنا الاخ علي عبدالحافظ العمري هناك وسألنا بعض الاهالي عن الطريق فاخبرونا ان الجزء الاعلى منها تخرب بسبب سيل أول أمس والحمد لله انطلقنا في السير بالسيارات متوكلين على الله فبعد قرية المعزبة مررنا بقرية المكلة ثم قرية ال المالكي وهناك انقطع بنا الطريق فما بعدها من طريق قد افسده السيل
تركنا سياراتنا وأكملنا باقي الطريق مشيًا على الاقدام الذي اظنه تجاوز الساعة والنصف مررنا خلال مشينا على قرية ذفنة ثم غيل حَجْر وقد رافقنا أخوين فاضلين احدهما من بني بكر والاخر من ال باعباد أتيا مخصوصين لمرافقتنا وارشادنا في رحلتنا ،
وهنا وقفة اقفها وأذكر فيها الصحبة الذين رافقونا وأذكر تلك الاخلاق والسمت والسكينة وحُسن الحديث والاستماع والحوار والاقناع فقد أسفر سفرنا عن مكنون جواهرهم
واخص بالذكر الشيخ ابا عبدالرحمن عبدالله الحاج العبادي الذي الفيته رجلا شرعيا أديبًا عارفًا شاعرًا يغوص في المعاني والرقائق والمسائل الدقائق تخرج منه الجملة الجميلة الجليلة وتخرج منه الحكمة بالكلمة
ومما قاله ونحن في سيلة حطيب بعد ان هدّنا الاعياء والتعب
ألا تُـحيّـيـنَ مَــنْ حـيّـاكِ يـا وَلَــبُ
مِنْ بعدِ أن هَـدّهُ الإعياءُ والتـعـبُ؟
قالت نعم ألفُ أهلاً كلَّ مَنْ حضروا
فسَيلَتـي أزهَـرَتْ والمـاءُ يَنـسكـبُ
ظلينا في طريقنا سائرين نتلفت عن اليمنين والشمائل حائرين فرأينا الوادي وما أصابه من السيول الجارفة والجفاف والقحط المهلك وما حصل لشجرة البُن من هلاك كبير واستُبدلت كثير من الاراضي الزراعية بشجرة القات غير المباركة
ثم استمرينا ماشين حتى وصلنا الى وجهتنا التي خرحنا من أجلها وهي منطقة *أسفل ولب*
وصلناها بعد جهد جهيد وتعب شديد ونصب أكيد ولكن وصلنا بروح معنوية عالية وفرحة شديدة وسعادة غامرة وتفائل كبير بحجم وادي حطيب ورجاله الاقوياء الاوفياء الشرفاء
وبعد وصولنا الموقع ببرهة يسيرة وصل الينا الاخوة الافاضل من مدينة بني بكر وهم
الشيخ أبو وائل قاسم صالح العسكري
والشيخ أبو صالح محمد ابو بكر صباح البكري
والاخ أبو هاني حسين عبدالله البكري
ومن أبناء حطيب قرية المكلة الاخ الفاضل محمد صالح العبادي
تجولنا في الموقع ورأينا العلامات التي وضعها المهندسون لموقع السد وهو عبارة عن مضيق بين جبلين عاليين اختاره المهندسون بعناية وبطريقة هندسية علمية موفقة
وعندما رأينا الموقع والمسافة انبعث في نفوسنا جميعا الامل وتيقنا بان المشروع ليس بتلك الصعوبة التي قد يتخيلها البعض بل هو معقول مقبول ميسور بإذن الله تعالى فالمضيق صغير ومقدور على إنجازه وتنفيذه وأكثر مواد العمل من حجارة ونيس وماء فيه
ولفت نظرنا طريق ينزل من بني بكر عبر عقبة تسمى عقبة درعة هذا الطريق قام عليه اهالي بني كبير فشقوه ولكن تعطل بسبب الامطار وهو يحتاج الى توسعة وصيانة وهو أقرب طريق الى موقع السد ولا يفصل بين نهايته والسد الا أمتار معدودة
وبعد ان انهينا مهمتنا الاستطلاعية الرائعة رجعنا ماشين على اقدامنا مرورا بتلك السيلة الجميلة التي يجري فيها ذلكم الغيل الجميل الذي يتخلل الحجار والتراب بمنظر رباني بديع بصوت خريره الخلاب
وفي طريق رجوعنا صلينا الظهر في مسجد قرية المكلة
وهنا نتقدم بالشكر للاخ المفضال
ابو خالد محمد صالح العبادي الذي أكرمنا بدعوته، وأنزلنا بساحته وبالغ في الحفاوة والتكريم ، اخذنا الى بيته فبسط السفرة وانزل المائدة المديدة ذات الاصناف العديدة مما لذ وطاب ،
فنسأل الله ان يكرمه كما أكرمنا فقد وصل وقت الغداء وكان التعب قد أخذ منا مأخذه وبلغ فينا مبلغه
ثم بعد الغداء اقترح علينا احد الاخوة ان نكمل رحلة اليوم بالنزول في وادي حطيب الجميل حتى نصل الى روضة العياسئ ثم نقيل محوس ثم لبعوس فاستحسن الجميع الاقتراح ومضينا في رحلتنا الجميلة الرائقة الرائعة خلال ذلكم الوادي الفائق الجمال المحاط بالجبال الذي أشبه ما يكون بالخيال المحال
كانت اول القرى هي قرية العطف الجميلة ذات البيوت والمزارع الجميلة ثم قرية أسفل خطة وهنا فاتنا أمر مهمة للغاية وهو اننا لم نزر المركز الشرعي العلمي الذي يقوم عليه الشيخ والداعية المبارك ابو عمرو علي البنأي اليافعي الذي يزخر هذا المركز بمئات الطلاب من حطيب وخارجها ينهلون العلم الشرعي السني الصافي على منهج السلف الصالح
ثم مرينا بقرية كبيرة واسعة فيه سوق وخدمات اسمها حبيل الصُّمَل نزلنا بها وصلينا العصر في مسجدهم واستمعنا الى موعظة صغيرة بالمسجد ثم خرجنا الى السوق وشربنا الشاي واخذنا بعض ما نحتاجه لباقي رحلتنا وهناك في وادي حطيب شي ملفت وهو .. حفاوة رجالها بالضيوف فلا تكاد تمر على قرية من قراها أو وادٍ من وديانها إلّا وترى الترحاب والاستبشار والدعوة للنزول ضيوفًا عندهم رجال لم تفسد المدنية والحضارة الزائفة ما ورثوه من عادات إسلامية وعربية كريمة ، وبالجانب الاخر من قرية حبيل الصمل قرية هي من أجمل قرى الوادي بمزارعها الكبيرة الواسعة وروعتها بين الجبال والوادي وهي قرية علاة الشوبلي ثم مرينا قرى عديدة بعضعا كبيرة وبعضها بيوت معدودة قرى امتزج فيها المعمار اليافعي القديم والوسيط مع البناء الحديث فرأينا دور وقصور ورأينا بساتين من أشجار وزهور تعلوها السماء والطيور ، ورأينا المساجد تملئ الوادي بمناراتها الشامخة، ورأينا الارض المكسوة بالخضرة النضرة ، فغمرنا الفرح والسرور والسعادة والحبور كنا نزداد نشاطًا وحيوية كلما بعُدت الطريقة وتوعرت ، نسير بالوادي على الحجار والتراب كأننا نمر مر السحاب
مررنا على قرى علاة الداعري وعلاة احمد ظفر وحبيل حمر وحبيل التويرة وقطران والرحاب وعلاة بن عامر والحفاة والخليف وبعد ان شارفنا على انهاء الوادي انحنينا إلى جهة اليسار لندخل بوابة العياسئ من وادي حطيب وكانت بداية الطريق مخربة حتى شكيّنا ان هذه ليست الطريق الحقيقية فرأينا أنبوب مشروع مياه يافع فتيقنا حينها انها طريقنا ولكن السيل قد عاث بها فسادًا وتخريبا ثم يسر الله لنا بشاب على دراجته ودلنا وأكد لنا فجزاه الله عنا خيرًا
فدخلنا قرية الروضة التي علمنا حينها فقط لماذا سُميت الروضة رأينا على مدخلها جنةَ بستانٍ تسّر الناظرين وتأسر قلوب العابرين جنّات الفافا قد التفت اشجارها على بعضها ففيها من الثمار المنجا والليمون والجوافا والعنبا وغيرها وكانت الطريق تتوسط ذلكم البستان البديع بمنظر غاية في الجمال والروعة فالاشجار تنحني على السيارات المارة فيها وكان ذلك آخر عهدنا بالنهار فالشمس قد أزف رحيلها وسيرحل معها يوم هو من أجمل ايام العمر نزهة وفسحة،
ثم استمرينا في السير حتى وصلنا قرية حصن الظبهي فوقفنا فيها وصلينا المغرب وسألنا مؤذن المسجد عن الطريق لان فيها مفرق طرق العياسئ القود سهيلة وطريق محوس النجد فقال اسلكلوا طريق محوس فقد نزلت فيها سيارات اما الاخرى فلا ندري كيف هي بعد السيل الذي نزل اول امس
فسلكنا طريق محوس وبعد صعود وهبوط مع وعورة الطريق وهي طريق ممتدة أكثر من عشرة كيلو مترات بكل تلك التعرجات، والليل قد غطى الجبال فلا تسمع إلا الأزيز ، وليس لنا في تلك الشعاب مؤنس ولا أنيس الا أصوات سياراتنا وما تحدثه حجارة الطريق من لكمات ودكمات أوجعت أجسامنا وقلوبنا قبل سياراتنا وفي ذلكم الميسر العسير والظلام الدامس إذ بنا نصل إلى مكان تخترق أضواؤه جنبات الشعاب فوقفنا لنرى مصدر الضوء فتبين لنا أنها محطة الضخ في محوس حتى شعرنا بالأمان في ذلك المكان الخالي.
وشعرنا بالفرحة بأن هناك مرفق خدمي ما زال يقوم بواجبه ولو في الحدود الدنيا وفق الإمكانيات، فلهم منا خالص التحايا
واستمرت الرحلة ثم بعد زمن ليس بالكثير بدأت تلوح لنا أنوار وكأنها تشعر تلك الانوار بشوقنا الى البيت والراحة بعد التعب والنصب فتقترب منا وتشعر بشوقنا الكبير بالاستمتاع بالرحلة فتبتعد عنا مختفيةً وراء الجبال والسحاب والهضاب ولكن اندفاع سياراتنا الرباعية بقوة في الطريق كان هو الفصل في نزاع الاشواق حتى وصلنا الى حدود قرية سهيلة فهناك تنفست سياراتنا ونحن معها الصعداء عندما لامست عجلاتها الطريق الاسفلتي المعبد الذي يربط النجد بفحالة والذي تنفذ هذا المشروع على حساب الاهالي فجزاهم الله خيرًا ثم وصلنا الى مفرق النجد وهناك كان لابد من افتراق الرفاق فمنّا مشرق ومنا مغرب منا من مأواه الى قرية رباط العبادي ومنا الى القعيطي ومنا الى الشعراء ومنا الى الحصن ومنا الى قريتي الحبيبة المصنعة
وقد كتبت أبيات بسيطة في هذا الشأن
قـال ابـن صافـي رد يــا وادي وَلَــب
رد السـلام الـحار مـن قلـب الحبـيـب
جـيـنـا مـعـنّـى لـك زيـارة مـقـتـضـب
نبصر مكان السد في الوادي الخصيب
اذهـلـتـنـا يـا واد مـا هــذا الـعـجـــب
جـنـات خـلابـة ومـنـظـرهــا مـهـيــب
الـتـيـن والـزيـتـون فـيـهـا والــعـنـب
والنخـل والـرمان والــزرع العـجيـب
والـبُــن مـا احـلاه فـي وسط الجـرب
شكـله يـرد الروح والمهـجـة تطـيــب
الصوت في الـوادي بتسمـع له لجـب
والماء صوته في السواقـي يا سكـيـب
والـظـل تـحـت الأثـل أنسـانـا الـتعـب
والمشي فوف النيس في السيلة رهيب
يا ليت لي في الشِّعب عُشة من قصب
أسكن قريـر العين في وادي حـطـيـب
فلا تكاد تمر على قرية من قراها أو وادٍ من وديانها إلّا وترى الترحاب والاستبشار والدعوة للنزول ضيوفًا عندهم رجال لم تفسد المدنية والحضارة الزائفة ما ورثوه من عادات إسلامية وعربية كريمة ، وبالجانب الاخر من قرية حبيل الصمل قرية هي من أجمل قرى الوادي بمزارعها الكبيرة الواسعة وروعتها بين الجبال والوادي وهي قرية علاة الشوبلي ثم مرينا قرى عديدة بعضعا كبيرة وبعضها بيوت معدودة قرى امتزج فيها المعمار اليافعي القديم والوسيط مع البناء الحديث فرأينا دور وقصور ورأينا بساتين من أشجار وزهور تعلوها السماء والطيور ، ورأينا المساجد تملئ الوادي بمناراتها الشامخة، ورأينا الارض المكسوة بالخضرة النضرة ، فغمرنا الفرح والسرور والسعادة والحبور كنا نزداد نشاطًا وحيوية كلما بعُدت الطريقة وتوعرت ، نسير بالوادي على الحجار والتراب كأننا نمر مر السحاب
مررنا على قرى علاة الداعري وعلاة احمد ظفر وحبيل حمر وحبيل التويرة وقطران والرحاب وعلاة بن عامر والحفاة والخليف وبعد ان شارفنا على انهاء الوادي انحنينا إلى جهة اليسار لندخل بوابة العياسئ من وادي حطيب وكانت بداية الطريق مخربة حتى شكيّنا ان هذه ليست الطريق الحقيقية فرأينا أنبوب مشروع مياه يافع فتيقنا حينها انها طريقنا ولكن السيل قد عاث بها فسادًا وتخريبا ثم يسر الله لنا بشاب على دراجته ودلنا وأكد لنا فجزاه الله عنا خيرًا
فدخلنا قرية الروضة التي علمنا حينها فقط لماذا سُميت الروضة رأينا على مدخلها جنةَ بستانٍ تسّر الناظرين وتأسر قلوب العابرين جنّات الفافا قد التفت اشجارها على بعضها ففيها من الثمار المنجا والليمون والجوافا والعنبا وغيرها وكانت الطريق تتوسط ذلكم البستان البديع بمنظر غاية في الجمال والروعة فالاشجار تنحني على السيارات المارة فيها وكان ذلك آخر عهدنا بالنهار فالشمس قد أزف رحيلها وسيرحل معها يوم هو من أجمل ايام العمر نزهة وفسحة،
ثم استمرينا في السير حتى وصلنا قرية حصن الظبهي فوقفنا فيها وصلينا المغرب وسألنا مؤذن المسجد عن الطريق لان فيها مفرق طرق العياسئ القود سهيلة وطريق محوس النجد فقال اسلكلوا طريق محوس فقد نزلت فيها سيارات اما الاخرى فلا ندري كيف هي بعد السيل الذي نزل اول امس
فسلكنا طريق محوس وبعد صعود وهبوط مع وعورة الطريق وهي طريق ممتدة أكثر من عشرة كيلو مترات بكل تلك التعرجات، والليل قد غطى الجبال فلا تسمع إلا الأزيز ، وليس لنا في تلك الشعاب مؤنس ولا أنيس الا أصوات سياراتنا وما تحدثه حجارة الطريق من لكمات ودكمات أوجعت أجسامنا وقلوبنا قبل سياراتنا وفي ذلكم الميسر العسير والظلام الدامس إذ بنا نصل إلى مكان تخترق أضواؤه جنبات الشعاب فوقفنا لنرى مصدر الضوء فتبين لنا أنها محطة الضخ في محوس حتى شعرنا بالأمان في ذلك المكان الخالي.
وشعرنا بالفرحة بأن هناك مرفق خدمي ما زال يقوم بواجبه ولو في الحدود الدنيا وفق الإمكانيات، فلهم منا خالص التحايا
واستمرت الرحلة ثم بعد زمن ليس بالكثير بدأت تلوح لنا أنوار وكأنها تشعر تلك الانوار بشوقنا الى البيت والراحة بعد التعب والنصب فتقترب منا وتشعر بشوقنا الكبير بالاستمتاع بالرحلة فتبتعد عنا مختفيةً وراء الجبال والسحاب والهضاب ولكن اندفاع سياراتنا الرباعية بقوة في الطريق كان هو الفصل في نزاع الاشواق حتى وصلنا الى حدود قرية سهيلة فهناك تنفست سياراتنا ونحن معها الصعداء عندما لامست عجلاتها الطريق الاسفلتي المعبد الذي يربط النجد بفحالة والذي تنفذ هذا المشروع على حساب الاهالي فجزاهم الله خيرًا ثم وصلنا الى مفرق النجد وهناك كان لابد من افتراق الرفاق فمنّا مشرق ومنا مغرب منا من مأواه الى قرية رباط العبادي ومنا الى القعيطي ومنا الى الشعراء ومنا الى الحصن ومنا الى قريتي الحبيبة المصنعة
وقد كتبت أبيات بسيطة في هذا الشأن
قـال ابـن صافـي رد يــا وادي وَلَــب
رد السـلام الـحار مـن قلـب الحبـيـب
جـيـنـا مـعـنّـى لـك زيـارة مـقـتـضـب
نبصر مكان السد في الوادي الخصيب
اذهـلـتـنـا يـا واد مـا هــذا الـعـجـــب
جـنـات خـلابـة ومـنـظـرهــا مـهـيــب
الـتـيـن والـزيـتـون فـيـهـا والــعـنـب
والنخـل والـرمان والــزرع العـجيـب
والـبُــن مـا احـلاه فـي وسط الجـرب
شكـله يـرد الروح والمهـجـة تطـيــب
الصوت في الـوادي بتسمـع له لجـب
والماء صوته في السواقـي يا سكـيـب
والـظـل تـحـت الأثـل أنسـانـا الـتعـب
والمشي فوف النيس في السيلة رهيب
يا ليت لي في الشِّعب عُشة من قصب
أسكن قريـر العين في وادي حـطـيـب
وبالله التوفيق
رحلة طيبة هي حجر الاساس لسد حطيب
ردحذف