كتب الاستاذ : محسن عزالدين البكري
سلسلة العلوم الزائفة
مقال (2)
كنا قد ذكرنا في المقال الأول بعض الأسس المنهجية للبحث العلمي، وهذه الأسس المنهجية ليست فقط للباحث، وانما لمتلقي البحث والمعلومة أيضا....
وهذه الأسس هي التي تبين لك أن هذا العلم أو المعلومة حقيقية وذات منفعة.، أو العكس قد تكون زائفة؛ أو على الأقل ليس لها فائدة، فمن الأفضل أن لا تضيع جهدك وطاقاتك فيها.....
من أهم الأسس نذكر في هذا المقال نوعين
هما :
١- جدوى الانتفاع بالبحث أو على الأقل التنبؤ بوجود منفعة، حتى إن لم ينجح البحث في الأخير فالنية من الأساس سليمة......
٢- الأساس الآخر هو: أن يكون البحث "إنسانيا" وأخلاقيا" قبل كل شيء.
أمثلة :
اذا وجدت - مثلا-دراسة تحاول أن تثبت أن الجنس الأسود من البشر هو أدنى ذكاء، أو تحاول أن تثبت علو" أجناس" أو" اعراق "أو - حتى" أسر وقبائل" - على سائر الأجناس فهي أولا وقبل كل شيء لا أخلاقية.
مثال ٢ :
دراسة الجدوى والانتفاع ولناخذ مثالا من واقعنا، عند كتابة موسوعة عن القبائل والأسر داخل منطقة، أولا لابد أن يتنقل فريق البحث من قرية إلى قرية ومن وادي إلى جبل، وهي بالمقابل تتطلب دعما ماليا من الباحث نفسه أومن رجال أعمال وجهات أخرى....
(توقف هنا) وتخيل أن هذه الأموال وهذا الدعم، يعطى لباحث في الجيولوجيا فيتنقل من قرية إلى قرية، ومن وادي إلى جبل، وفي الأخير يعطينا دراسات وخرائط عن المياة الجوفية، وأماكن يحتمل وجود المياة الجوفية فيها، وهل بإمكاننا حفر الآبار الارتوازية والتي تنزل إلى مخزون جوفي منذ آلالاف السنين، بعكس الآبار السطحية المعروفة.ايضا سيعطيك دراسة عن الأخطار البيئية مثل تلوث المياة وغيرها.... هذا الفريق البحثي سيعطيك أيضا دراسات وخرائط عن أماكن وجود المعادن الثمينة، وكذلك سيقوم بتقديم الحلول لمعوقات شحة الموارد... هنا سيكون البحث ذو فائدة... فالعالم المتقدم ينضر إلى المكاسب الأكبر، ونحن ننكص إلى مكاسب تافهة ونضيع المكاسب الكبرى، ونتاخر دائما عن الرحلة التي يسافر بها العالم من حولنا.....
كما أن هذا البحث يحمل بعدا أخلاقيا وانسانيا فهو لايثير اي نعرات طائفية وقبلية...إذن فالبحث الأول مضيعة للجهد والوقت والمال ولا أخلاقي، وهو علم أن لم يكن زائفا فهو عديم الفائدة.
تحياتي
محسن عزالدين البكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق