الحنين للماضي...والذكريات الجميلة

موقع بني بكر

السلام عليكم..   

حياكم الله .......... وبعد  


وانا عندما شاهدت  هذة الصورة لهذا الدار العظيم والقصر المشيد تحركت في خلجات فؤادي وعادت بي شريط ذكرياتي الى الورى اكثر من ثلاثين سنة ،عدت وانا  احمل بين طياتي دفتر  من الذكريات الجميلة  واللحظات السعيدة في هذا المكان وفي ذاك الزمان ،مع اوناس هم من الاهل والخلان لهم في القلب معزة ومحبة وهيبة ووقار اجتمعنا في هذا البيت ودارت الليالي والايام وتفرقنا منهم من فارق الحياة وتركنا فرحمة الله تغشاهم واسكنهم فسيح الجنان،ومنهم فرقتنا الدنيا بكل منعطفاتها وتغيراتها اما فراق  غربة واما فراق عزلة واما فراق اجبرته الضروف والاوضاع ان يرحل الى سبيل حياته وهذة هي الدنيا .
وعند التامل لهذا البيت وما حوله من اماكن في كل زاوية وفي كل بقعة ترى فيهما تلك الوجوة التي  كنت تراهم في تلك الاماكن .قال الشاعر 
وما حب الديار شغلن قلبي ... ولكن حب من سكن الديار

والحنين ليس للمكان والتذكر لها مما جبلت عليه النفوس والفطرة  السليمة.
فهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم  عندما هاجر من مكة إلى المدينة  التفت الى مكة وقال: والله انك احب الاماكن الى قلبي ولو لا اهلك اخروجني ما خرجت او كما قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. 
ومع مرور تلك السنون والتنقل والعيش في اماكن شتىء الا انه حنين للماضي
 كما قال الشاعر ابو تمام :
نقل فؤادك حيث شأت يالفتى 
ما الحب الا الحبيب الاولي 
كم منزل في الارض يعشقه الفتى 
وحنينه ابدا لأولي منزلي

فهذا الدار هو ملك لاهل يحي عمر واهل غرامة  اهل ناصر مسعود الابراهيمي ويعتبر من اكبر  الدور في زمانه لكثرت منازله وغرفه وملحقاته فقد تغير شكله من ناحية الشمال لكونه قد انهد جزئ منه والا كان ثلاث تطليعات اثنتين قديمة وواحدة جديدة تم بنائها مؤخرا .
البيت في منطقة السكة وما اجمل ذلك الاسم السكة الطريق والمسلك ويوجد ملعب امام البيت  هو يسمى حبيل السكة كان ملعب كنى نراه كبير ونستطيع ان نلعب فيه خمسة لاعبين ضد خمسة لاعبين وكان الوضع طيب وماشي هل هي النفوس تتقبل اابعض اما انها  كانت الارض واسعة باهلها 
وكما قال الشاعر 
لعمرك ما ارض ضاقت باهلها 
ولكن احلام الرجال تضيق .
اليوم مريت به خطوات قليلة فقط وكان لم نلعب فيه ماذا يجري في الارض هل تتقلص ام تتمدد ؟؟
علا كلا بالعودة للبيت هذا الذي هو محل الحديث عنه وعن مكوناته  وما يحتويه من غرف ومساكن 
طبعا كان في الدور الاسفل والبوابة التي هي لجهة الشرق كان دكان مؤجر للمرحوم احمد قاسم ناجي رحمه الله ورحم موتى المسلمين  فترة من الزمن 
وعندك الباب الرئيسي والدور الاول وما يحتويه من غرف وشقق ثلاث غرف او مخازن كانت للطعم وللحب وموجودكرس كان يسمى ومخازن للشرياف والقصب  ومدج للدجاج هذا الدور الأول  والدور الثاني يوجد مفرش ومخازن ثلاثة او اربعه والدور الثالث مفرش وتوجد عليه عليا وعليه سفلى  وتوجد ٢ ديام مطابخ سفلى وعليا  وملحقات سكن الى جهة الشرق وملحق الى جهة الجنوب بمساحات متفاوته وكما قلت لكم يعتبر من اكبر البيوت في وقته  في بني بكر  وذلك  كما يعرف الجميع فان اهل يحي عمر  واهل غرامة من اكثر  الناس في بني بكر  يملكون ارض زراعية  او كما كان يسميهاقديما  اكيان يعني بيوت رعوية تملك مئات  الفدانات  من الارض الزراعية التي كانت في زمان هي المصدر الأساسي  للرزق وهذا سبب وجود المخازن والصبول في البيت وملاحقاته .
معلومات بسيطة عن هذا الصرح العمراني الذي كتبت تلك الاسطر عنه لما في الحنين والشوق للماضي فقد عشنا في هذا البيت ما يقارب العشر سنوات قبل ان نسكن في الظاهر في منزلنا الحالي .
وهذة الفترة كانت فترت الصبا والطفولة واجمل ايام الحياة  بكل تفاصيلها  .
ذكريات جميلة وحياة سهلة وبسيطة مع الجيران وعلاقاتهم مع بعضهم من حسن التعامل وصفاء النيات والتعاون مع اابعض ولو نظرنا الى البيوت قديما لوجدتها جانب بعصها اابعض لا تريد الحمى والمسافات الكبيرة بين البيوت كما هي الان  لان التعاضد كان بين القلوب والانفس ورسخوها الاجداد بين البيوت كا البنيات المرصوص  كيف وصل الحال  اهي الدنيا عندما كثرت الاموال  والغناء،حصل حب الذات والبعد عن القريب وكانه غريب .
وهذا التغير  حاصل  في كل مكان مع تغير  الاحوال واختلاف  المفاهيم والافكار  وحب الدنيا  والتشبث بها  وكأننا  باقون ولا راحلون  
عند مشاهدات تلك البيوت القديمة تتفكر  كيف عاش ساكنيها بالرغم من شضف العيش وقل ذات اليد ولكن كان شعارهم القناعة والإثار عن انفسهم 
ولا اجدا  اخيرا   للحديث عن البيوت  القديمة  والاطلال الذي لا زال لان الاكثرية منها  قد تهدمت وزال بنائها ولم يبقى الا البكاء على الاطلال واثار من تبقى من ركامها ...
        ابيات تشرح  هذا الواقع ...

لا تسأل الدار عن من كان يسكنها.
    الباب يخبرك القوم  قد رحلوا 

ما ابلغ  الصمت لما جأت اسأله 
 صمت يعاتب من انساه وارتحلوا 

يا طارق الباب رفقا حين تطرقه
فإنه لم يعد في الدار اصحاب 

تفرقوفي دروب الارض وانتشروا
كأن لم يكن أنس وأحباب 

أرحم يديك فمافي الدار من أحد
لاترج ردا فأهل للود قد رحلوا 

ولترحم ألدار لا توقض مواجعها 
للدار روح ....... كما للناس أروح 

للدور ارواح كأنها تخاطب الناس ماذا فعلتم بي الم  تشرعوا  بي   
كل شيء قديم يحدثك عن ما حل به ان حاولت تستمع اليه وتنظر ماذا جرئ به تغيير .
تحياتي والمعذرة عن الأطالة وهذا حديث وذكريات تحركت عندما رأيت المكان يتحدث ويخاطب الجميع فكم مع كلا منا من ذكريات جميلها يختزلها اماكن وأشخاص فلا تنسها لانه سيأتي يوم ويرحلون ولا تجد الا الصمت والصمت المطبق الذي تناجيه فلا مجيب...

 //✒️✒️//
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع بني بكر يافع تواصل واتس مع المحرر © 2019

يتم التشغيل بواسطة Blogger.