(( أقنعوا تماماً من صنعاء ! ))


 

  * كبندولِ ساعةٍ كلاسيكية يتأرجحُ برتابةٍ وثبات ، هكذا هي الأحداث في جغرافيتنا اليوم ، ويمكن هي سَخُنت قليلاً في مأرب ، ماعداها فمسلسل الإنهاك يسير بنفس الوتيرة في جنوبنا ويمكن تصاعدياً ، وشمالاً إستكانوا للحوثي كدأبهم ، وتعايشوا معهُ كأمرٍ واقع ، وهو يَصبغُ الأنموذج الإيراني / الإثناعشري في كل شيئ ، ومؤخراً نسمع بإحتمالية الإستيلاء على البنوك بحجة تعاملها الرّبوي ! 

  * بين كل هذا ، اللافت أنّ الشرعيّة / إخوان السلطة ، فهمُ يديرون ظهورهم لجبهتهم الرئيسية في الشّمال ، ويحشدون نحو جنوبنا ! والمثير هو تعاطي التحالف - السعودية - مع هذا الأمر كشيئٍ عادي ، بل هي تُشغل نفسها بدور الوسيط وبأداءٍ مائع ، كلٌ هذا يفجرُ تساؤلات جمّة ومُحيّرةٍ ولاشك . 

  * ما سلف يفصح بجلاءٍ عن وجود المُحرّك والٱمر الخارجي لكل ما يدور هنا ، والأكثر إيلاماً هو ما ستتمخّض عنه نهايات كل هذه الأحداث ، ووفق قرأاتي المتواضعة ، فهي ستتمحور في تشظية جغرافيتنا الى كانتونات صغيرة مُرهَقة ،وسيتمٌ تناهشها بين الفاعلين الدوليين والإقليميين ، وبحسب ثِقَل كل منهم وحاجته من هذه الجغرافيا المنكوبة ، مع أنّ نفس السيناريو سيدورُ على الإقليم لاحقاً ، وهذا إذا تَهاونوا معه هنا ، أو أسهموا فيه مع العرّابين الدوليين . 

  * عندما تستكينُ صنعاء للحوثي ، ولايُحرّك التحالف مفاعيل قواه العسكرية للتعاطي معه هناك ، وايضاً تَخنعُ السلطة الشّرعية الديكوريّة ، عندما يخضعُ كل  هؤلاء للواقع المفروض في تخوم الشّمال ، علينا أن نُسلّم بأنّ الشمال في رحاب إيران وفَلكها ، كما السّفير الإيراني ( حسين إيرلو ) يتحرّك في ربوع صنعاء بصفتهِ الحاكم بأمره ، وهو مُجرّد سفيرٍ ليس إلا ، ثمّ لماذا نغفلُ أنّ إيران بسطوتها وصلافتها من الممكن أن تتنازلَ أو تَهِن وتُسلّم بلاد هي قد أحكمت قبضتها عليها أصلاً !  

  * بين هذا البحر اللجي المتلاطم ، فإنّ مجلسنا الإنتقالي الحامل فعلاً لمشروع جنوبنا وقضيّته ، وهو يذوذُ عنها ويعظٌ عليها بالنّواجد ، حتّى إن شابَ أدائه داخلياً بعض الإرباك ، وهذا يعود الى لفيف تشكيلة مكوناته الدنيا غير المتجانسة ، لأنّهُ بِوَحي رغبة القيادة الصّادقة في إحتضان كل ألوان الطّيف الجنوبي بمختلف مشاربهم ، ومن باب تعزيز اللحمة الجنوبية ، وتجاوز أخطاء الفترات السابقة في جنوبنا ، لكن بكلّ أسف من هؤلاء من ما انفكّ يُغرّد في إطار سربه وتوجهه ، بل ويُضعف المجلس ومشروعه الجنوبي من داخلهِ ايضاً ! 

  * اليوم نُوغل في سنه سابعه حرب ، وجنوبنا إهترأ وإنطحن كثيراً ، وهذا بدلاً من أن ينهض من كبوتهِ بإعتباره أول منطقة تحرّرت من رِجس الحوثي ، والبركة في السلطة وإخوان السلطة ، وفي صمت التحالف بكل أسف ! هذا يقطعُ بأنّ ثَمّة مشاريع مُبَطّنة غير الأهداف المُعلنة ، ولا أدري كيف تقرأُ قيادتنا في الإنتقالي ما يَدورُ بهذا الصّدد ؟ 

  * وبحسب ما أرٱهُ ، فالمهرة ستبتلعها إحدى دول جوارنا لغاياتٍ تخصها ، ولاحقاً هي بذاتها ستتشظّى إذا ثَبُتَ مُسلسل التّمزيق لمنطقتنا ، ومناطق النّفط - حضرموت / شبوه - سيُهيمن عليها الإخوان لصالح حِيتان النفط الكبار عالمياً ، والأخيرين سيهبونهم الفُتات ، ونحن ومجلسنا سيتركون لنا عدن وأبين ولحج ، والسّاحل الغربي سيدعونهُ لطارق عفاش ولتأمين مضيق باب المندب ، أمّا الشّمال فهو بيد إيران ولن تُفرّط فيهِ ، يبدو لي الأمر هكذا ، وهو بحاجةٍ الى تَعاضد ( كل شعبنا الجنوبي ) وإلتفافه حول مجلسنا الإنتقالي بصدق ، والوقوف بصلابةٍ ضدّ هذا السيناريو أو سواه ، ولأنّ إرادة الشعوب لاتُقهر أصلاً ، أليس كذلك ؟! 

    ✍️ علي ثابت القضيبي .
    الخيسه / البريقه / عدن .
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع بني بكر يافع تواصل واتس مع المحرر © 2019

يتم التشغيل بواسطة Blogger.