الذكرى السادسة لإستشهاد شقيقي سعيد محمد الدويل

موقع بني بكر 


قلبي على كلِّ الذينَ فَقَدْتُهُمْ
جاثٍ.. يَلُمُّ الذكرياتِ حُطاما 

غابوا فكانَ غيابُهُمْ لِـيَ ريشةً
والحزنُ أصبحَ في يدي رَسَّاما

هذا اليوم يومًا غير الأيام، يومًا أكتم فيه أدمعًا تقف في محاجري كلما يباغتني خيال صورتك المحفورة بذاكرتي.. 
إلى من خطف الابتسامة وطبعها على أروقة أحزاني .. كل عام وأنت ذكرى خالدة ..  مهما كتبت فكلماتي لن تكفيك.. ومهما أقول فالقول لن يُوفيك حق .. أخي أنت هبةٌ من الرحمن لأحضى بعضيد أكون له سندا ويكون لي عزا في الدنيا.. أخي أعلم أن وجودك راحة، وحضورك وقلبك سكن آمن وابسامتك أمل.. وأعترف أن غيابك تحت الثرى قد أتعب نفسي وأنهك جسدي فأصبح فقدانك مرض خبيث أخذ مني مأخذه ومزقني ألمًا وحسرة..

أتذكرك رغم أني لم أنساك، أستحضرك رغم أنك لم تغب عني، ابحث عنك رغم اني اعلم أنك لن تعود.. يا رجل الحضور المهيب والغياب الأكثر هيبة..
شكراً لطهر اخوتك، عذوبة سيرتك، ووهج قصتك.. كنت كريماً بأخلاقك فاكرمت بالذكر والدعاء الصادق..

أتساءل؟! أخي،،
هل عرفت مقدار التشوه الذي أحدثته الحياة بأخيك بعد فراقك؟!!
يلفني سواد مظلم يا سعيد ورصيدي شعور بالتشتت ..
اخي الحبيب انني اقضي اغلب وقتي في الصمت ولكن خلف ملامحي الصامته أحزان سرية وانكسارات مخفيه وشظايا أحلام والكثير من الخيبات ..
ان خلف هدوئي بكاء بلا صوت وحياة تقاوم الموت 
وآمال تقاتل اليأس بجدار الحنين
وقلب على حافة الانهيار وفرح خجول
وضحكات مختبئه وأمنيات متصدئة
طال مكوثها على لائحة الانتظار ..
مؤلم يا سعيد أن تصلنا الأمنيات بعد فوات الأوان
نكون حينها قد تغيرنا وتغيرت أمانينا...    
أتدرك يا اخي ماذا يعني أن توهن صحة اﻷحلام بنا؟؟
أتدرك أي ألم يخلفه موت اﻷماني ؟؟
أتدرك أي سخرية يزرعها وصول السفن المتأخرة بنا؟؟!!
توجع.....
لكننا نتسامى على الوجع وندعي القوة..

اذكر تلك الليلة جيداً يا سعيد..
تقاسمنا الحزن معاً كما يتقاسم الفقراء الرغيف على مائدة السماء السوداء المرصعة بنجومٍ ذابلة فاتها موعد ابتسامتك..

ان رحيل من نحبهم إلى السماء هو الشيء الوحيد الذي نستطيع أن نطلق عليه مسمّى الوجع الأبدي ربي أجعلهم من سكان فردوسك يارب العالمين..


عامر محمد علي الدويل
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع بني بكر يافع تواصل واتس مع المحرر © 2019

يتم التشغيل بواسطة Blogger.