هل يسير الحوثيون على خطى صالح ؟
أحمد عمر بن فريد
يبدو جميع المؤشرات والدلائل التي تعززها المواقف التي نشهدها ونرصدها تباعا من قبل الحوثيين تدل بصورة واضحة على أنهم يسيرون على نفس الط واضحا أن ريق او النهج الذي اعتمده الرئيس السابق صالح واجهزة دولته , وحتى بقية القوى السياسية الشمالية التي تم إقصائها مؤخرا من المشهد السياسي اليمني يوم 21 سبتمبر الماضي فيما يخص التعامل مع " قضية الجنوب ".
إذ لا يستطيع إي إنسان متعاطف مع الحوثيين ان يقدم لنا دليلا واحدا , على أنهم في هذا الجانب الاستراتيجي " المصيري " بالنسبة لنا كجنوبيين يختلفون عمن سواهم من قوى الاحتلال السابقة سواء التي ذهبت وانتهت , أو تلك التي لاتزال باقية و موجودة حتى يومنا هذا !! .. كما إني من جانب آخر أرى ان إي جنوبي يراهن على إمكانية ان يتعامل الحوثيون مع قضيتنا كما يجب وكما نحب بالضبط إنما هو " واهم " و " مغيب " عقليا .. أو أن تكون " الحركة الحوثية " كمشروع سياسي تعني له كل شيء , وتتقدم في حساباته كأولوية " سياسية " على أولويته " الوطنية " ! وهو في هذه الحالة يقوم – بإرادته الحرة وبكامل قواه العقلية – باستنساخ ذلك الماضي التعيس الذي تقدمت فيه " الايدولوجيا الأممية " على " الأولوية الوطنية " في مرحلة ما بعد الاستقلال , الأمر الذي تطلب منا جميعا دفع فاتورة باهظة التكاليف كان قوامها ضياع وطن بأكمله لازلنا نبحث عنه حتى اليوم .
البارحة فقط .. وفي ظرف اقل من ساعة واحدة من خلال متابعتي لنشرة أخبار قناة " المسيرة " .. القرآنية !! رصدت ثلاث حالات متخمة بالكذب والتزوير والافتراء ولي ذراع الحقيقة دونما خجل أو رادع من ضمير .. وكان الكذب فيها عيني عينك وكان " تزييف الحقيقة " سيد الموقف بامتياز . إذ تمثلت الحالة الأولى في حديثهم عن وصول " وفد جنوبي " يقوم بزيارة إلى مدينة صعدة للسلام على السيد / عبدالملك الحوثي من جانب ولبحث القضية الجنوبية معه من جانب آخر !! وحينما كنت أشاهد ذلك " الوفد العظيم " وسياراته وهي تدخل شوارع صعده تذكرت تلك الأيام الأولى التي نهض فيها " الحراك الجنوبي " من معاناة أمة عظيمة , وكانت حينها قناة اليمن الرسمية تنقل في نشراتها الإخبارية كل يوم وصول وفود من أبناء الجنوب تصعد إلى صنعاء بالترغيب والترهيب لملاقاة " الزعيم – الرئيس " في مشاهد تلفزيونية تتناغم مع مقولاته الشهيرة .. ان هؤلاء المتظاهرين الجنوبيين في عدن , ليسوا سواء قلة قليلة من الذين " فقدوا مصالحهم " واما أبناء الجنوب الحقيقيون فهم هؤلاء الذين هم في مجلسي وأمامي الآن .. !! ثم تدور الأيام بأحداثها الجسام لتقدم لنا مشهدا آخر " تتماثل " فيه حتى التفاصيل الدقيقة مع ما كان يحدث أيام الزعيم ..ويتغير في المشهد الجديد الزعيم بالإمام وصنعاء بصعدة وقناة اليمن بقناة المسيرة ! ... يا سبحان الله .
واما الحالة الثانية فتمثلت في " مسرحية المتبرعة لونا " .. التي قامت بحملة تبرع كبيرة لأفراد اللجان الشعبية كانت عبارة عن ملابس شتوية قدمتها كهدية باسم " أبناء الجنوب " لأخوىنهم المرابطين في صنعاء ! فمن أين للسيدة " لونا " كل الثمن الباهظ لجميع تلك " الملابس الشتوية " التي وزعتها بسخاء ؟! .. فان كانت من مالها الخاص فهي حرة فيما تفعل ولا عيب في ذلك .. وان كانت قد جمعت تبرعات من آخرين للتعبير عن تقدير شخصي منها تجاه الجهد الذي تقوم به اللجان الشعبية فهذا أيضا من حقها ولا عيب في ذلك أيضا, لكن " العيب " ان يتم توظيف هذه الحالة سياسيا بتلك الطريقة التعسفية وبذلك الإخراج المسرحي الهزيل .. الذي يكون الحديث فيها بأنها هدية مقدمة من " أبناء الجنوب " بما يعنيه ذلك من معنى سياسي يستهدف لي ذراع الحقيقة وتطويعها في مسارات أخرى تخدم غرض سياسي بحت .. هذا هو العيب الأخلاقي الذي نستنكره وندينه.
ثم تأتي " الحالة الثالثة " أيضا لتقدم نماذج جنوبية لشبان " من ساحة الحرية بخور مكسر, يتم فيها اختزال كلماتهم , وتجزيء معانيها بمنتجة وعبث فني معيب لتوحي للمشاهد أنهم يثمنون كأبناء الجنوب " مخرجات " اجتماع حكماء اليمن في صنعاء الذي تضمن هو الآخر اكبر كذبة حوثية على أبناء الجنوب في تاريخهم بشخصية العوبلي !! .. ياللعار .
إخواني أنصار الله .. مرة أخرى نود ان نذكركم ان " الله " حق .. وان من ينصر الله لابد ان ينصر الحق وينتصر للحق لا ان يخذله بالانتصار للباطل .. وأنتم أيها " السادة الأفاضل " ورب محمد تعلمون علم اليقين أين هو " الحق " ..وأين هو " الباطل " فيما يخص قضية الجنوب . وتعلمون علم اليقين أيضا ان ما تقومون به لا يمت لنصرة الحق بصلة وإنما ينتمي لنصرة الباطل والكذب بكل صلة .. فكيف بربكم والحال هكذا تسمون أنفسكم " أنصار الله " ؟!! .. أيها السادة .. اعلموا إننا وحينما كنا نستمع للرئيس السابق صالح أو إي احد من أعوانه أو من أنصاره أو حتى من المعارضة اليمنية وهو " يكذب " كذبا بواح ويتعسف الحقيقة فيما يخص قضيتنا, ويدوس على كرامتها في تراب التزييف الرخيص .. أنا كنا لا نغضب ولا نستغرب ولا نندهش أو نصاب بالصدمة من هول الكذب ووقاحته وفجاجته , لأننا كنا نعلم أن " الكذب " مهنتهم وشريعتهم .. وعادة من عاداتهم اليومية , ولأنهم – على الأقل – لم يكونوا يتحدثون كما تفعلون انتم اليوم ب " بخطاب ديني " !! بل كان خطابهم خطابا " دنيويا " مرصع ومتخم بالأكاذيب والأراجيف التي كانوا يتغنون بها على حبال الوطنية وقيم الوحدة الكاذبة .. فمابلكم اليوم يا أصحاب " المسيرة القرآنية " تكذبون ؟؟؟!!! وهل كان في القران ما يدفع المؤمن للكذب والافتراء ونحن لا نعلم ؟! .. حاشا لله .
أيها السادة .. ان من ينصر الله ينصره .. ومن يظلل الله يظله .. ولكم في سلفكم صالح خير مثال وخير عبرة .. لن تصلوا إلى ما وصل إليه من جبروت وطغيان وهيمنة ! وان وصلتم وقررتم ان تسيروا على خطاه وكما يبدو حتى الآن من خلال ماتقومون به من اعمال , فثقوا إننا نحن " أنصار الله " الحقيقيون .. ولستم انتم وسينصر الله من ينصره وسيخذل من يخذله ويكذب عليه .
اقرأ المزيد من عدن الغد | هل يسير الحوثيون على خطى صالح ؟ http://old.adenalghad.net/news/131445/#ixzz3II0apWFg
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق