مجرد كلمة للشباب

مجرد كلمة للشباب
خلال عقدين من الزمن قضاها آباءكم في مواجهة الاحتلال ، تمكنوا بكل صدق وحنكة ان يضعوا الجنوب على خارطة العالم ، ولكن هناك من يقول لكم : لا ، كل شيء قام به الشعب ، وهذه كلمة حق يراد بها باطل ، فكل الشعوب المحتلة والثورات لها طلائع ، وهذه الطلائع ليست مقدسة ، هي تصيب تخطىء ، ولكن من العبث ان لا تقدر تلك التضحيات كما لم يقدر من قبل تضحيات قحطان وفيصل وسالمين والمشائخ والسلاطين الأحرار ؟!، من العبث ان نسير وراء شعارات الإقصاء والتخوين من قبل البعض بعد ان بداء الشعب يقطف ثمار هذه المسيرة التحررية التي سقط من اجلها الآلاف من الشهداء والجرحى ، وانتم تعرفون كيف يتكاثر الثوار في نهاية الثورات من قبل أولئك الذين لم تكن القضية الجنوبية من ضمن اجندتهم . فتلك الأفكار السابقة التي قدمت الجنوب هدية لليمن تريد ان تتسلق الحراك بواسطة الشباب المتعطش للحرية ... وهذا الوضع يرتب على كافة الشباب بمختلف مواقعهم وتوجهاتهم ان لا يتلقوا هذه الأفكار اذا أرادوا ان يلقوا تبايناتهم جانبا ... ويعملوا من اجل توحيد النضال التحرري لتحقيق الاستقلال والمصالح العليا للشعب الجنوبي ... في هذه المرحلة بالذات لا توجهوا طاقتكم ضد الشرفاء ولا تفرحوا بمن يريد الاستفادة منكم لزرع قيادات ضد المكونات التي انتم جزء منها ؟! ، عليكم التوحد والوقوف جميعا في صف واحد وبوتقة واحدة خلف ومع من عرفتم فيهم التضحية والوفاء وليس خلف من يريد اليوم قطف ثمار تضحيات آباءكم ، ولمواجهة التحديات والعقبات الكبرى التي تمر بها القضية الجنوبية ... انه فقط بتوحد الآباء والبنون يتحقق الاستقلال ، ويتحقق حلم الشعب الجنوبي وحلم شهداء الحراك الثوري الجنوبي...
وننصح الشباب الأوفياء الا يعطون فرصة لأولئك الذين يريدون ان يحولوا ساحة الحرية التي أطلقنا هذا الاسم عليها خلال الاستعداد لانطلاقة الحراك الجنوبي السلمي يوم ٧/٧/٢٠٠٧ م الى ساحة لإنتاج قيادة لهم وليس ساحة لنزع الاستقلال؟! ...فقد كانت ساحة الحرية في خور مكسر منذ ٧/٧/٢٠٠٧م ، والحشود والمسيرات والمظاهرات والاعتصامات هي من اجل نزع الاستقلال ... واليوم ان ساحتي عدن والمكلا هي ساحات تحرر وطني وليس ساحتين لإنتاج قيادات ... ونحن أيضاً نشد على أيديكم ايها الشباب الى الضغط لتصحيح وضع المكونات من خلال مؤتمر جنوبي جامع وليس من خلال الأفراد ... وكل من يتنازل عن اي حق من حقوق الشعب الجنوبي او يزرع الإقصاء وينتج التخوين لن يكون له مكان في ساحات الحرية والاستقلال...
ان آباءكم ايها الشباب كانوا شاهدين على كل المحطات في العشرين عاما الاخيرة ، وكانوا قادتها ، انتفاضة المكلا ١٩٩٨ ، مسيرات الضالع ، التسامح والتصالح ٢٠٠٦م ، انطلاقة الحراك ٢٠٠٧م ، ولامسوا الموت عشرات المرات عندما كان عدد الدبابات والأطقم اكثر من عدد المعتصمين ؟! . ان المشوار بداء من اجل التحرير وليس من اجل القيادة ؟! ، بداء المشوار التحرري وسط هزيمة كبرى تعرض لها الجنوب ، وسار وسط مؤامرات تتجدد كل يوم ولا نهاية لها؟! ، الى ان جاءت المليونيات والساحات فأجبرت العالم على الاعتراف بقضيتنا ، بعدها بداءت رحلة توحيد الصف الجنوبي حيث مرت بعدت محطات قادها الدكتور مسدوس ًالوالي والشباب والمرأة وغيرهم الى ان اقتنعت الاغلبية بضرورة عقد المؤتمر الجنوبي الجامع...
نعم ايها الشباب ، هؤلاء هم آباءكم الذين ناضلوا وقاوموا وناوروا وفاوضوا في كل المراحل السابقة ... ولا زالوا ثائرين حتى اليوم ، فلم يستسلموا لإغراءات ولا لمناصب التي كانت اقرب اليهم من حبل الوريد ، ولا لضغط ولا لتخويف وترهيب ، ولم يهنوا او يتراجعوا عندما كانوا على بداية درب التحرير ... فدافعوا عن آباءكم حيثما كُنْتُمْ ، فان قي دفاعكم هذا حفظا لتاريخكم عندما يأتي أبناءكم ... نعم ان وحدة نضال الآباء والبنين هي قضيتنا الداخلية الاولى وهي مصلحتنا العليا ، وأمانة في أعماق ضمائر الأحرار حتى التحرير والاستقلال ... فالاباء والبنين هم الوحدة الوطنية الجنوبية ...
المحامي"علي هيثم الغريب

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع بني بكر يافع تواصل واتس مع المحرر © 2019

يتم التشغيل بواسطة Blogger.