العميد المرقشي ليس بحاجة الی شفقه

متابعة .موقع بني بكر..
بقلم /طلال العولقي..

المأساة أو المعاناة التي يعيشها الأسير الجنوبي قوية وتصبح أقوى من خلال روايتها.. ولكن الشفقة كلمة غير موجودة في قاموس الأسير الإنسان لان الشفقة تمنح للذين فقدوا إنسانيتهم .. وفقدوا أيضا أسمى وأنبل المعاني .. واصبحو على أتم العجز واليأس ..
وأسيرنا العميد المرقشي ليس بحاجة إلى شفقة من احد نتيجة كتابته ماساته ... بل يسعى إلى اطلاع العالم الذي أساء فهم الإنسانية على بعض تفاصيل حياته الاعتقالية حتى يدرك هذا العالم انه ما يزال بإمكانه إرجاع الذاكرة إلى إنسانيته من خلال التضامن والوقوف بجانب جميع المظلومين والمستضعفين في الأرض .

من جهة أخرى ... أسعى أيضا عبر محاولتي المتواضعة هذه إلى الابتعاد عن تقليدية المواد الكتابية التي تتحدث عن واقع الأسير من خلال أبعاد مادية .
تتعلق بالأمور التفصيلية للحياة اليومية بصورة خاصة إذ أنني أسعى من خلال بعض الكلمات إلى الاقتراب من عواطف الأسير ومن ذلك الحس الإنساني المرهف الذي يمتلكه رغم كل شراسة ...
أسعى بقدر الإمكان إلى ترجمة مشاعره وأحاسيسه وفرحه وحزنه بعيداً عن تلك الشعارات والمقولات التي تتحدث عنه .

فهو أسد رابض في عرينه ولكنه إنسان يحب ويكره ... وهو بطل مغوار لا ينحني ولا يستكين ولكنه إنسان يبكي ويضحك ويصحو وينام..

ومن هنا فقد وجب الدخول عبر الكلمات إلى ذلك العالم الإنساني الداخلي للأسير المرقشي ... والكتابة عنه بعيداً عن الأساطير .. فالمعاناة اشد الظواهر صدقاً وواقعية ولا تفقد قوتها إلا من خلال الكذب .. إذ أنها في هذه الحالة تصبح دراما كوميدية بائسة التناقض ...
في الختام أرجو أن أكون قد كتبت بصدق وحياد بعضاً من تلك المعاناة التي تولد رغماً عنها أدوات تحمي إنسانية الأسير وتهاجم كل من يحاول الانقضاض عليها ...

بقلم/طلال العولقي

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع بني بكر يافع تواصل واتس مع المحرر © 2019

يتم التشغيل بواسطة Blogger.