التاريخ يعيد نفسه..ردفان تحت النار

متابعات موقع بني بكر..
التاريخ يعيد نفسه . . .
. . . ردفان تحت النار
     بقلم    د. عيدروس نصر ناصر
ربما هو التاريخ يعيد نفسه، اليوم ردفان تحت قصف النيران والمدفعية وغيرهما من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، . . لم يعلن أهالي ردفان التمرد المسلح، ولم يعلن الحراك الجنوبي الانتقال إلى الثورة المسلحة إذ كل مكونات الحراك الجنوبي وفعالياته السياسية والجماهيرية تعلن تمسكها بالخيار السلمي رغم أن السلطة تواجه السلمية بالعمل المسلح العسكري والأمني وتغتال الناشطين المدنيين منذ العام  ٢٠٠٧م ولم يعلن احد من أولياء دماء الشهداء أنه سيثأر للشهيد الذي قتلته رصاصات جنود السلطة.
لم يقم أهالي ردفان باقتحام دار الرئاسة ولم يحتلوا الوزارات والمؤسسات الحكومية ولم ينهبوا معسكرات الدولة ووزاراتها، كل ما هنالك أن قائد أحد المعسكرات في ردفان تلقى تعليمات بتسليم المعسكر "لأنصار الشريعة"، فرفض بعض الجنود والضباط تنفيذ هذا القرار وابلغوا الأهالي بما يدبر لهم من مكيدة خبيثة، فتحرك الأهالي لحماية أنفسهم ومنطقتهم وتفاهموا مع بعض القادة على تسلم بعض النقاط الأمنية، بدلا من تسليمها للقاعدة، لكن النعامات التي دست رأسها في الرمل عند سقوط صنعاء وسهلت تسليم دار الرئاسة للجماعات المسلحة غير الشرعية استأسدت وتنامت غيرتها وحشدت مدفعياتها وطائراتها ودباباتها وراجمات صواريخها لتقتل وتجرح العديد من المواطنين المدنيين وتنشر الرعب والهلع بين النساء والأطفال.
يبدو أن قدر ردفان ومديرياته وأبنائها الباسلين هو التصدي للجرائم الرسمية وتصدر مشهد الفداء تماما كما كانت في مرات كثيرة في القرن الماضي، ويبدو أن السلطات ترغب في دفع الناس إلى الانتقام المسلح الذي يرفض قادة الثوره الجنوبية اللجوء إليه، فماذا سيقول السيد المجيدي ومعه السيد ناصر عبدربه قائد المنطقة العسكرية لو تمرد أهالي الشهداء عن الدعوة للسلمية واختاروا طريقم الخاص بهم للثأر لأبنائهم؟ هل سيقولون انه الإرهاب يهدد الأمن والاستقرار الذي ننعم به منذ دخولهم الجنوب؟ أم سيقولون أن الملاح أكثر استراتيجية وأهمية من العاصمة صنعاء؟ أم إنهم سيعتذرون عما يفعله قادة منفلتون غير منضبطين لتوجيهات قيادة المنطقة ومحافظ المحافظة؟
لا أتصور أنهم يتمتعون بفضيلة الاعتذار التي هي أعلى مرتبة في الشجاعة الأخلاقية من لغة العنتريات والتهديدات التي يجيدون إطلاقها على الجنوب ويتلكأون في النطق بها عندما يتعلق الأمر بسقوط العاصمة بكل مؤسساتها السيادية.
لن يصمد العدوان الإجرامي على ردفان ولن تلبث الأكاذيب والافتراءات التي تقال عن اهل ردفان الأبطال وعن الثورة الجنوبية السلمية أن تنكشف على حقيقتها، فالكاذبون قد يصدقون أنفسهم وقد يصدقهم بعض البسطاء أو الأنصار لكن الحقائق على الأرض تقول أن الضحايا هم من الرعاة والباعة والمتسوقين وعابري الطريق، وإن الإرهاب ينطلق من معسكرات السلطة ليقتل الأبرياء بسلاح السلطة ويأوي إليها ليتزود بأدوات القتل ووسائل الأرهاب.
ستنتصر ردفان وسينكسر القتلة والمجرمين كما توارى وانكسر أسلافهم لأن ردفان تقف على الحق وتدافع عنه وأعداءها من المجرمين والقتلة يتمسكون بالباطل والزيف ويدافعون عنهما.
الرحمة لأرواح الشهداء زين احمد محسن القطيبي ومرافيه، يسلم عبد الله امشعث، علي محمد حسين، ، ومأمون فضل  والشفاء للجرحى ثابت الجيلاني، ونمشه صالح حسين  والحرية للأسرى والمفقودين محمد عبيد وثابت ناصر علي ورفاقهم،
والخزي والعار للمجرمين القتلة!
                          *             *               *
* برقية شعرية للشاعر الشاب المبدع عبد الفتاح اسماعيل السعدي
يا قاتلي مات الرصاص ولم أمت
وبقيتُ طوداً شامخاً ونهورا
يا قاتلي مهما نثرتٓ سنابلي
سأعود في حقل الحياة بذورا
قد قلتَ لي "موتاً" وقلتُ  "قصيدةً"
فخرجتُ من هذا "الحوار" كبيرا
----------.
* من صفحة الكاتب على الفيس بوك

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع بني بكر يافع تواصل واتس مع المحرر © 2019

يتم التشغيل بواسطة Blogger.