متابعات|موقع بني بكر|
#الضالع_سرّ_صمود :
الشهيد عبدالحميد عبدالله عمر عبدالعزيز محسن الهاشمي من أسرة الشهيد عبدالدايم محسن الهاشمي الذي قام بطعن حاكم عدن بالنيابة الميجر سيجر بخنجره وقتل حارسه في الخامس من يناير عام ١٩٥٤م أبان الإحتلال البريطاني للجنوب .
شهيد و سر آخر من أسرار صمود الضالع .
الشهيد عبدالحميد السيد كما أحب أبناء لكمة صلاح تسميته إستشهد في تاريخ 26/4/2015 .
كان الشهيد يمارس حياته العادية كرجل مسالم لكن سلميته تلك لم تخلو من مجاهرته بالرفض القاطع لتواجد مليشيات الحوثي وصالح على أرضه .
قبيل إستشهاده بأيام كان الجميع يتجنبون المرور في الطرقات والأماكن التي تتواجد فيها المليشيات بينما الشهيد متى ما ذهب لمكان سلك الطريق التي تتواجد فيها المليشيات مبرراً لكل من حاولو منعه من أهله وأصدقائه خوفاً عليه من بطشهم وغدرهم، كان يقول: هَذهِ أرضنا وليست أرضهم... وكأن لسان حاله يقول نحن أهل الحق وهل من يملك كل الحق يخشى شيئاً من الْبَاطِل .
حينما مر بإحدى النقاط للمليشيات حاولوا استفزازه وتفتيشه ليجدوا مَعَه سلاحهُ الشخصي، أخذوا سلاحه ثم قام قائد المليشيات في النقطة بالتهكم عليه وقال له :
-كُنت مابالله مستغرب كيف تجزع من هانا رافع راساك... عشان حامل معك سلاح... لكن الشهيد لم يألو جهداً ليجد الجواب فقال لهم جميعاً وبكامل صوته " وأنتم أيش حاملين مشاقر(ورود)، ثم أضاف ولعلمكم أنا رأسي مرفوع أبّاً عن جد، بعدها لم يترك لهم مجالاً لإستفزازه أكثر فاخرج لهم بطاقته العسكريّة وطلب منهم إعادة سلاحه الشخصي لكونه يملك تصريحاً بحمل السلاح لكنهم قابلوه بالرفض والتهديد .. وكان آخر كلمات قالها لهم أنتم من دخل أرضنا، وأنتم من بدأ في إهانتنا وإنها لمعركة كرامة وعز... . بعد ذلك عاد إلى منزله وأخذ سلاحه الرشاش عازماً على مقاتلتهم، لكن عائلته يومها نجحوا في منعه بالقوة ليجلس ويحكي عليهم كل الذي حصَّل معه .
في اليوم التالي أخرج عائلته واطفاله الى مكان آمن وأوصى عليهم أقاربه ثم ذهب ليلتحق مباشرة بمجموعة من الشباب من ابناء حجر، تمركزوا جميعهم على الخط العام فوق محطة الرباط بعشرات المترات من إتجاه مدينة الضالع، حينها كان لهم اول إشتباك مع مجموعة من المليشيات التي قدمت اليهم بلباس مدني ليقتل الشهيد منهم إثنين تركهم صرعى على قارعة الطريق الرئيسي بينما اصيب إثنان من الذين كانو مَعَه.. وبخطة ذكية منه غيّر مكان المعركة كي يتسنى لأصدقائه إسعاف المصابين فاتجه بنفسه راكضاً الى وادي لكمة صلاح ملفتاً انتباههم اليه بوابل من الرصاص أطلقه نحوهم فلحق به سبعة من أفراد المليشيات بينما كان قد تمترس لهم من على مكان مرتفع داخل الوادي ليكتب نهايتهم جميعاً على نيران رشاشه . مر على أحد الفلاحين والذي كان متواجد داخل الوادي يراقب كُل ما يجري، فأعطاه الماء ليشرب وقد كانت هذه آخر شربة ماء في حياته رحمه الله . بعد ذلك تحرك الشهيد صوب منزله حينما عرف بأنه قد استنفذ الكثير من الذخيرة، لكنهم لم يتركوه بحاله فقد التفت مجموعة من المليشيات من فتحة محطة الرباط محاولين محاصرته داخل الوادي لكنه كان أسرع مِنْهُم ليصل الى مدرسة الشهيد عبدالدايم ثم تمترس لهم من داخل المدرسة واستطاع قنص ثلاثة ارداهم صرعى في أماكنهم .
كانت الذخيرة تنفذ منه وهو يحاول الوصول الى بيته وهذا حسب كلامَه مع الفلاح في الوادي، غادر المدرسة على عجل لكن مليشيات الظلام كانت أسرع هذه المرة فلم يستطع الهرب في طريق مكشوفة وسط حبيل لكمة صلاح، ليلتجئ الى بيت صغير كان قد هجره أهله بسبب الحرب ومن داخل البيت الصغير قاتلهم بكل ماتبقى له من ذخيرة فقتل منهم خمسة أفراد آخرين . ضل محاصر داخل البيت الصغير لعدة ساعات، وأتت التعزيزات للمليشيات بمئات الأفراد المدججين بالأسلحة الثقيلة فما كان من أمر المليشيات حينها إلا أن قامت بقصف الجدار الذي يحتمي خلفه الشهيد بقذيفة آر بي جي قُطِعت على إثرها ساقيه لكنّه ضل واقفاً بشجاعته واستبساله وصموده فوق رؤوسهم..
بعد تأكدهم من عدم وجود أي تحرّك ذهبوا الى جثته واطلقوا رصاصات حقدهم وغظبهم على رأسه وصدره محاولين قتل الخوف الذي زرعهُ في قلوبهم دون جدوى .
. تُركت جثة الشهيد في مكان إستشهاده ثلاثة أيام تحت الحراسة المشددة من قبل المليشيات، وخلال الثلاثة الأيام قامت المليشيات بالقبض على عشرين شخص من ابناء هذه المنطقة إنتقاماً من الشهيد وتم تحويلهم الى السجون التي استحدثتها المليشيات في سناح. في اليوم الثالث بعد إستشهاده تراجعت المليشيات الى محطة الرباط بعد أن تأكدوا من موتِه تماماً، حينها فقط استطاع بعض الأهالي انتشال جثمان الشهيد ودفنه .
من يملك الحق لا يخاف أهل الباطل .
من يملك الأرض لا يخشى الغرباء .
من يؤمن بقضيته لا يخاف الموت في سبيلها .
وأخيراً من عاش شجاعاً مات شجاع . رحم الله الشهيد عبدالحميد عبدالله الهاشمي وجميع شهدائنا الأبطال وأسكنهم فسيح جناته .
قصة الشهيد كُتبت من معلومات دقيقة وموثوقة عرفها أهله وكل الذين شاهدوا المعركة التي استمرت لساعات .
حينما تكلّمت المليشيات عن الشهيد قالت لكل من أسرّتهم في لكمة صلاح صاحبكم قتل مننا ١٧ واحد والآن بنقتلكم كلكم فما كان من أحد الأسرى الأذكياء إلا أن قال لهم عبدالحميد السيد كان عسكري مع عبدربه منصور هادي بصنعاء، ونحنا مالناش علاقة به وحينها قُتل أحد الآباء الذين قدموا للمطالبة بالإفراج عن إبنائهم على أبواب سجن سناح من قبل الحوثيين وقد كان الشهيد الأخير من أقارب الشهيد عبدالحميد السيّد .
#متابعات :
زنقل العلاج الضالع
#عبدالجليل_الهاشمي
الضالع سر صمود:
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق