متابعات|موقع بني بكر|
صبراً آل الجنوب...وكل عام وأنتم بخير
قلم:المستشار/ غسان محسن العمودي
قال عليه الصلاة والسلام: أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة الايمان يمان والحكمة يمانية، نعم... من خلال تعامل وتعاطي الشماليون والجنوبيون مع الأحداث والمتغيرات وادارة الازمات يتضح لنا أن الحكمة في الشمال والإيمان في الجنوب، فالحكمة التي تعتمد على الدهاء في التعامل مع الازمات هي التي تصنع الأحداث التي تناسبها ومن ثم يتم التعامل معها وفق الأولويات التي تصب في صالحهم، بينما أهل الإيمان دائماً مايعتمدون على العاطفة في جذب الآخرين من أجل تحقيق مصالحهم، أي أن الحكمة دائماً ما تتفوق على الإيمان رغم أن الحق مبني على الإيمان التام بعدالة وقوة الله، بالمختصر المفيد : الحكمة في الشمال والإيمان في الجنوب.
هناك من يرى أن التوافق بين الحكمة والإيمان أمراً سهلاً، وهو كذلك اذا ماأستفاد كل منهما من صفات الآخر، أقصد هنا ألا يعيش أهل الحكمة متجردين من الإيمان، وبطبيعة الحال لابد على أهل الإيمان أن يتمتعوا بشي من الحكمة، مالم فإن لأهل الحكمة أن يستمتعوا في اللعب على عواطف الذين سيستمرون في تسول عواطف الآخرين الغير مجبرين على التجاوب معهم طالما وأن علم السياسة الذي تم اعتمادة كمنهاج أساسي في البرامج الأكاديمية والجامعية يحذر من التعامل مع العاطفة التي سرعان ماتتحول الى ندم وحسرة وخسران خصوصاً إذا كان أهل الدهاء طرفا لهم.
لم يعد أمام الجنوبيين إلا التخلي قليلا عن العاطفة واستبدالها بحكمة تجنبهم السباحة في وحل الضياع والمتاهات، فيكفي الانصياع لأوامر هذا وذاك ! بل يجب على الجنوبيون ألا يكرروا أخطاء الستسنات والسبعينات والثمانيات والتسعينات وحتى اليوم من مواقفهم الغير مدروسة والغير وآعية في كثير من الأحوال، العاطفة جعلتنا ندعوا للوحدة طوال 25 عاماً، العاطفة جعلتنا ندعوا للافصال 25 عاماً، العاطفة جعلتنا نتخلى عن مبادئنا وتقاليدنا وهويتنا، العاطفة جعلتنا نسلم جيوشنا وثرواتنا ودولتنا لمن يتحكم بحكمته في عواطفنا، وسيأتي اليوم الذي سننتقد به المقاومة والحراك الجنوبي ونسيئ للشهداء ونسخر من المعتقلين ونهين المشردين ونحتقر الفقراء الضعفاء ضحايا الوحدة، فقط لأن العاطفة هي من تحركنا ونحن لها عابدون، بينما نجد أهل الدهاء على غير مانحن عليه جملة وتفصيلاً، ألم يكن عفاش يقتل أبناء زايد بينما نجد أبنه يمول قوات أبيه من العاصمة أبوظبي! ألم نرى غرفة عمليات الحرب في الرياض تدار من قبل الاخ غير الشقيق للمخلوع الذي يتحرك شمال وجنوب اليمن دون أن تصبه صواريخ طائرات التحالف التي لم تلاحقه اذا ما صح التعبير ! ألم يتم جذب قادة الحراك الى صف الوحدة والشرعية! ألم نرى القوات العسكرية ( نواة الجيش الجنوبي حسب ماكنا نعتقد تخضع للحذيفي وعلي محسن وحسين عرب التابعين لعفاش! ألم نرى ثروات الجنوب تذهب وهي مؤمنه الى الشمال ! ألم نرى رواتب المقاومة الجنوبية تصرف من قبل الحوثيين! ألم يتم تعيين وزير الإعلام عدواً للجنوب! ألم يتم إغلاق صحيفة أخبار اليوم الإصلاحية في الشمال والسماح لها بالعمل في الجنوب! ألم يتم تعيين الحذيفي رئيس المخابرات وهو رجل عفاش وعدو الجنوبيين! ألم يغتالوا قائد المقاومة الجنوبية بيد جنوبية وتحت إشراف بعض الفصائل الجنوبية! ألم يجعلوننا نرفض الفدرالية والأقلمة بحجة أننا مع إستعادة الدولة الجنوبية بينما نحن ذاهبون الى حيث يريدوننا ( باب اليمن) !!
من خلال ما أسلفنا ذكره بالمختصر المفيد، وايماننا بأننا ضحايا عواطفنا وضيق نظرتنا للأمور وسوء تعاملنا مع الأحداث وفشلنا في إدارة الأزمات، فانني هنا وكواحد ممن يرفضون إستمرار الوضع كما هو عليه، أدعوا شعب الجنوب الى التعامل مع أنفسهم كشعب حر والى الجنوب كدولة مستقلة ومن ثم اتباع مايلي:
_ عدم الاساءة أو إلغاء اللوم على أهل الحكمة ، بل يجب أن نؤمن بأن الأرض الجنوبية ومن عليها أصبحت تحت سيطرة الجنوبيون أنفسهم.
_ إعتبار التصالح والتسامح فرض شرعي ووطني وإنساني وعدم ربطه بأحداث أو حقب زمنية محددة مستقبلاً، وإبقاءه خنجرا في خاصرة مروجي الفتنة والهائهم به!
_ إعتبار القادة الجنوبيين على صواب شخصي وليس وطني والعكس صحيح، مع ابراز حجم تقديرنا لجهودهم، وبالتالي فأن التعامل معهم مفيد كما هي قوانين لعبة تبادل الأدوار.
_ إبقاء شعرة معاوية بين المقاومة الجنوبية ونظام صنعاء كوسيلة لسحب أرشيفنا وتدوين تاريخهم، وبكل تأكيد تنمية القواسم المشتركة بين الجنوبيين الذين يرفعون علم نظام الإحتلال والذين يرفعون علم الجنوب.
_ على الجنوبيين أن يدركوا جيدا أن دول التحالف التي قدمت الكثير للجنوبيين والذي بدورنا نكرر لهم الشكر والعرفان على مواقفهم لم يعد بوسعهم تقديم أكثر مماقدموه.
_ على الجنوبيين ترحيل كل خلافاتهم ، والتعامل مع الأحداث القائمة على أنها طويلة الأمد من ناحية تحقيق الهدف المنشود من جهة وقصيرة المدى كونهم يسيطرون على الأرض بعد التخلص من العتاد القمعي الذي كان يقف عائقاً أساسيا أمام تحقيق الهدف المنشود من جهة أخرى.
_ على الجنوبيين عدم الإشغال بعليات البناء والتعمير نهاراً في ظل إستمرار آلة الهدم والقتل والتدمير بالعمل ليلاً !
_ على القادة الجنوبيين أن يعلموا أن نجاحهم هو نجاح لشعب الجنوب، وفي المقابل على الجنوبيين أن يعلموا أن فشل أي قائد جنوبي هو فشل شخصي وليس شعبي، واذا ماحدث ذلك فأن على شعب الجنوب أن يستمروا في صناعة البدائل سواء من الناحية السياسية أو حتى القادة الميدانيين...وهم كثر ولله الحمد .
_ يجب الإستعداد لمواجهة أربعة جبهات ، داخلية وخارجية، وعدم اليأس ورفض التبعية، وبناء تحالفات ، والتعامل مع المتغيرات دون المساس بالثوابت الوطنية.
_ كل من يسئ الى أي جنوبي يعتبر شخصاً منافقاً ، وغير جدير بالإستماع، والتعامل على عكس مايدعو اليه تماماً.
_ طرد كل شمالي في الجنوب يعتبر تسليم أسرى حرب دون مقابل، ألم تزل سجون الإحتلال تعج بالاسرى الجنوبيون؟
_ كل الجماعات والفصائل والمكونات التي شاركة في الدفاع عن الجنوب يجب أن تحظى بالتقدير والإحترام ، فلا يحق لأيّا كان أن يهمش او يقصي أحد، بل لا يحق لأي منهما أن يمثل الجنوب أرضاً وإنسانا إلا بامتلاكة الشرعية الجنوبية التي يمنحها شعب الجنوب فقط.
صبراً آل الجنوب... وكل عام وأنتم بخير، كونوا على قدر هدفكم ومكانة هويتكم وشجاعة شهدائكم وإخلاص المرابطين في ميادين العزة والكرامة، راجياً أن يكون العام الجديد عام أمن واستقرار تتحقق به أهدافكم وتزول همومكم، وحتى يكون عام الحرية والنصر وإستعادة الدولة لابد أن يكون عام حكمة لا عام إيمان، عام دهاء لا عام عاطفة.
المستشار/ غسان محسن العمودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق