بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد..
( اقرأ ) هذا هو أول أمر نزل في هذا الدين الحنيف على نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم وانطلاقاً من هذا الأمر العظيم الذي تبنته الشريعة الإسلامية وجعلته من أولوياتها وليس ذلك إلا لأهميته وعظم شأنه ولأنه لا يمكن للحضارات أن تبنى بدونه فديننا الحنيف لم يجعل الصلاة أو الصيام أو الجهاد.... على رأس أوامره رغم عظمهن ولكن جعل القراءة والعلم قبل هذا كله وهذا مبدأ رسخه لنا هذا الدين وهو أن نضع العلم على رأس أولوياتنا وان لا ننطلق إلا به ومنه وأثبتها في آية أخرى قال تعالى ( فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك) وقد بوب البخاري باب العلم قبل العمل مستنداً على هذه الآية فبدأ بالعلم قبل القول والعمل وقال تعالى مبيناً فضل العلم وأهله (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) وفي آية أخرى قال تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم) وهناك الكثير والكثير من المواقف التي حث فيها الإسلام على العلم وطلبه وفضله ودعا إليها وجعلها ضرورة على كل فرد لا مناص منها.
ولا ننسى كيف استطاعت بعض الشعوب والدول التغلب على مشاكلها ومعضلاتها حين اهتمت بالعلم والتعليم ولنا خير مثال في دول مثل ماليزيا، سنغافورة...
فما لنا من سبيل للخروج مما نحن فيه بعد الله سبحانه وتعالى إلا عبر جسر العلم ولكنه لا يخفى على أحد التدهور والفتور الحاصل في المؤسسة التعليمية بشكل عام وهذا أدى إلى إخراج جيل بعيداً عن القراءة والثقافة والعلوم ومن هنا ندرك مخاطر الجهل و المآسي و الويلات التي يؤدي إليها ؛ فالجهل داء أليم و عضال وخيم ينخر في جسد هذه الأمة فلا يمكن للمجتمعات الجاهله والتي تعاني من مشاكل في التعليم أن تعيش حياة كريمة ومزدهرة وبسلام.
إن الحديث عن التعليم ومستوى الطلاب التحصيلي يتميز بالحساسية والدقة ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستقبل أبنائنا الطلاب وحياتهم المهنية والاجتماعية وكذلك الاستقرار النفسي في مراحل أعمارهم المختلفة وبتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم نحو غد مشرق وكذلك بمستقبل الوطن والأمة برمتها.
وهذا ما يمليه علينا ضميرنا من أن تكون هناك لفتة في دعم التعليم وإقامته بأساليب تربوية ومهنية راقية وحديثه والتركيز على مدى جودته ورفع مستوى الطلاب التحصيلي والاهتمام الدؤوب بالجانب الأكاديمي وبالمخرجات النوعية المتميزة بالكفاءة والموهبة وخلق الشخصية المتكاملة للطالب وتخرجه تخرجا متكاملاً كعضوا فاعلاً في المجتمع وأيضاً تحقق أهداف التطوير العلمي المستمر والمواكب للعصر وتحدياته وإيجاد مسار تنويري لخدمة الإنسان والأهداف النبيلة وبناء العقول وإطلاق الطاقات الفكرية وتنميتها وتثقيف الأجيال وبناء الوطن وتطويره ولان العلم كذلك أضحى ملازم للتطور ولسعادة الإنسان ورخائه فللاهتمامات بالتعليم عوائد ضخمة في شتى المجالات منها الصحة والثروة والرفاهية وعلى مستوى الوطن.
🖋 أ/حسين عبدالله صالح بن نسر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق