• بقلم الإعلامي/ هشام السقاف
لم يعد له أثر ــ للأسف ــ منذُ بضعة سنوات كان أحد أبرز وأكبر قصور مدينة سيئون الطينية، يتوسطها ويطل على أطول وأجمل شوارعها (الجزائر) أو بالأحرى ساقيتها المسماه (ساقية البلاد) .. بُني لحساب السيّد ـ محمد بن أحمد السقاف الملقب ( أمير الإحسان) المولود و المتوفى بسنغافورة (1836م ــ 1906م ) خلال عامي 1324هـ ــ 1425 هـ ( 1906م ــ 1907م ) ، وكلفة بنائه بلغت 15 ألف ريال فرانصة بعملة ذلك الزمان ( أنظر كتاب : أمير الإحسان لفوزي أحمد السقاف صفحة 57 ) .. إلاّ أنَّ أحدا من عائلة السقاف بسنغافورة لم يسكنه، فقرر أصحابه تحويله إلى سكن لطلبة العلم الوافدين من شرق آسيا الدارسين في رباط ( الحبشي ) بسيئون، كما تحوّل بعد مدّة طويلة مذّاك إلى أول مدرسة ثانوية افتتحت بسيئون عام 1965م وداخلية لطلبتها من مناطق وادي حضرموت .
أما سرّ تسميته ( بنقاله ) فيرويها لي الوالد الكريم: أحمد بن علي بانقيل ـ حفظه الله ــ ، أن أمير الإحسان وخلفه من بعده، استوردوا أوانٍ كبيرة من ( البنغال ـ الهند) لزوم الطباخة للموائد والمناسبات العامة والخاصة الكبيرة و استودعوها هذا القصر تحت تصرّف ( حافّة البلاد) ليستفيد منها عامّة الناس لوجه الله، و كانت على تلك الأواني والماعون منحوتة كلمة ( بنغال) أو ( بنقال ) اللاتينية ، فجرت تسمية القصر بهذا الاسم ..و الله أعلم .
آلت ملكية القصر إلى السيّد الشهير: أبوبكر بن شيخ الكاف الذي اشتراه من آل السقاف وظل سكناً لأبنائه، الذين هجروه لاحقاً بعد أن أصابه الإهمال وانعدام الصيانة في فترة تأميم المساكن منذ مطلع السبعينيَّات وحتى التسعينيَّات التي خلالها سكن أجزاءاً كبيرة منه منتفعون منوّعون عبر ما كانت تسمى إدارة الإسكان، فتداعت أركانه و بدأت تتساقط جدرانه حتى أصبح خراباً بعد أن كان أثراً عظيماً لسيئون وأهلها تغنى به المغنون و الشعراء في قصائدهم و ذكره المؤرخون في كتبهم و يبكي على ذكراه اليوم المعماريون قبل النائحين من عشاق آثار ومعالم مدينة الإدهاش والانشراح : سيئون .
( في مكان قصر بنقاله اليوم ترتفع أبنية إسمنتية قبيحة الشكل والمنظر والمعنى لا تمت لهويّة هذه البلاد بصلة .. هكذا هو حال الدنيا عندما ينقلب.. !! ).
[المكتبة الوثائقية الأميرية ـ الضالع]
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2474939982764627&id=1940650946193536
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق