١// بِفعل الحرب ، وبفعل رداءة أداء الحاكم ومنظومة السلطة ، تجتاحُ الناس حالة من الإحباط والإنكسار ، وهذه تسيرُ بتناسب طردي ومرعب ، والأكثر رعباً فيها عندما تصلُ الى مستوىٰ تَحلل منظومة القِيم والأخلاقيات ، هنا ينهارُ المجتمع تماماً .. لذلك ليس من العجب أن تجد أمرئٍ يحمل كيس قمامته ليرميه في رُكن الحارة بجوار منزل إنسان ٱخر !!
٢// دانة المدفعية عندما تقعُ على حيٍ سكنيٍ ، دويٌ إنفجارها وأزيزُ الشظايا يوزع الرعب من الموت في كل جانب ، ولحظتئذٍ لايبقى لدى الإنسان إلّا الحرصُ على الحياة وحدها وحسب ، إذ لاتعد تهمه الممتلكات ولا المال ولا .. ولا .. ، وفساد الحاكم والسلطة ولصوصية أفرادها ، وعدم إهتمامهم مطلقا بمسؤولياتهم ، هو أشدٌ وطأً من سقوط دانة المدفعية ، إذ لايبقى أمام الناس من أملٍ في تحسن أحوالهم مطلقاً .. والإثنان معاً كارثة الكوارث ولاشك .
٣// معروفٌ ايضاً ، أنّ بلادة الحاكم وهمجيته ، وهذا يسحبُ نفسه على طابور السلطة أدناه ، لأنهُ هو مَن يختار التشكيلة ونوعيتها .. والحاكمُ الذي ليس في وارد تفكيره مطلقاً الإهتمام الجدي بالطفل الصغير في المدرسة ، وكيف يوفر له كل الأجواء الملائمة للدراسة ، ولايهمه منظر المدينة وكيف يُحسنها ، أو كيف يقي شعبه من الأمراض الفتّاكة ، أو كيف يجتهدُ في توفير اللقمة النظيفة للعوام و .. و .. ، هنا يجد المواطن نفسه يعيشُ في قذارة بالوعة سلطة عفنة مُنتّنة ! وتخيّلوا شكل العيش في بالوعه !!
٤// اليوم ، لم يعد كثيراً من الأباء يسألُ أين يذهب إبنه ! أو مَن يُجالس ؟! أو كيف يقضي وقته أو .. أو .. ؟! لذلك تحوّل كثير من الأبناء الى بلاطجة وإرهابيين ! حتى نظافة المحيط لم تعد تهمٌ أحد ، وحالة من التّذمٌر والقرف والإحباط تُطبقُ على كل الوجوه ، إذ لم يعد يهمٌ الناس أيٌ شيئٍ مطلقاً ، حتى في كيفية التّصدي لحالات العبث وفساد منظومة الحكم وعبثها !! وهذا كارثيٌ جداً ولاشك ، وبالطبع الحاكم ومنظومة فساده مرتاحين لهذه الوضعية الرثة ، مع أنهم سيحاسبون عليها حساباً عسيراً وقاسياً عند المولى ، وهم لايفكرون مجرد التفكير في ذلك الٱن مطلقاً ..
٥// هذا الحال هو الذي نعيشه اللحظة ، ومن المؤسف أن الحاكم وبطانته من المسؤولين والبلاطجة و .. و .. يواصلون أعمال النهب والعبث ، ومنظومة القيم تتدمّر وتتشظى ، ومعها يزدادُ تهتٌك المجتمع وإنحلاله ، وهذا نذيرُ سوءٍ بالغ يعصف بنا ، ألا ترون هذا معي ؟! أثقُ أنكم تشعرون به وتعيشوا في أتونهِ ايضاً .. أليس كذلك ؟!
✍ علي ثابت القضيبي .
عدن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق