تقرير - محمد مرشد عقابي:
اتهمت قيادات "كاحول لافان" رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الكنيست يولي إدلشتاين (الليكود) بتقويض "الديمقراطية الإسرائيلية" وذلك في ظل رفض الأخير الدعوة لاجتماع الهيئة العامة للكنيست لإختيار اللجنة المنظمة، فيما أبدت "كاحول لافان" استعداداً لتشكيل حكومة طوارئ ضيقة بمعزل عن المفاوضات المستمرة مع الليكود، يأتي ذلك في ظل دعوات "كاحول لافان" لعقد جلسة تصويت عاجلة للهيئة العامة على تشكيل لجنة منظمة للكنيست الـ23 وذلك بعد وصول المناقشات حول تركيبة اللجنة التي جرت في مكتب رئيس الكنيست بين الليكود وممثلي "كاحول لافان" إلى طريق مسدود.
وقال رئيس الكنيست في نهاية المناقشات إنه إذا لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء لأول مرة في تاريخ الكنيست سيتم عرض المسألة على الهيئة العامة يوم الإثنين المقبل.
بدوره هاجم رئيس قائمة "كاحول لافان" بيني غانتس الليكود بقيادة نتنياهو وإدلشتاين واعتبر أنهما يحاولان بأي ثمن منع عمل الكنيست، قائلاً : لا يكفي أن الكنيست لا يعمل منذ عام كامل والآن يريدون أيضاً ألا يعمل الكنيست الجديد ويتحمل القدر الأقل من مسؤوليته خلال أزمة (كورونا).
وأضاف : انهم لا يسمحون بتشكيل لجنة المالية لإتخاذ خطوات لمساعدة المتضررين من الأزمة ولا يسمحون بتشكيل لجنة الخارجية والأمن لمراقبة قضية تعقب المصابين بالإضافة الى رفضهم تشكيل لجنة خاصة بأزمة كورونا للمساعدة في مكافحة الفيروس ومراقبة الإجراءات الحكومية بهذا الشأن ويحاولون خلاله إلغاء السلطة التشريعية والإكتفاء بالتنفيذية فقط، وإجراءات الليكود هذه تعد سابقة خطيرة ضد الديمقراطية سنواجهها بكل قوتنا.
وفي تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" قال رئيس حزب "تيلم" أحد مركبات "كاحول لافان" موشيه يعالون إن هذه المرة الرابعة التي يفشل خلالها نتنياهو في الحصول على 61 عضو كنيست وتشكيل الحكومة للتملص من المحاكمة والتصرف كديكتاتور، مضيفاً بان نتنياهو خسر مجدداً ومع ذلك لا يقبل نتائج الانتخابات وهو يستخدم التهديد الذي يشكله فيروس كورونا على نحو غير مسؤول لإلغاء محاكمته وينتهك عمداً الرقابة البرلمانية الديمقراطية للكنيست ويمارس نفوذه في وسائل الإعلام.
وشدد يعالون في حديثه على أن "كاحول لافان" ستعمل على تشكيل حكومة طوارئ لمواجهة تهديد فيروس كورونا حتى ولو كانت حكومة طوارئ ضيقة على أن يتم فتح المجال لإنضمام الكتل البرلمانية الراغبة للائتلاف الحكومي.
من جانبه خاطب الرجل الثاني في "كاحول لافان" يائير لبيد في تدوينه على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك" المواطنين الإسرائيليين قائلاً : منذ اللحظة أنتم لا تعيشون في دولة ديمقراطية، لأفتاً الى ان السلطة القضائية في حكومة نتنياهو معطلة منذ أربعة أيام بسبب قرار صدر بعد منتصف الليل دون أن يطلع أحد عليه.
وتابع حديثه بالقول : الوزارة التشريعية تم تعطيلها اليوم بشكل غير قانوني، ورئيس الكنيست الذي لم ينتخب ليشغل منصبه عطل عمل السلطة التشريعية ورفض الإنصياع لطلبات 62 عضو كنيست بضرورة انتخاب رئيس جديد للكنيست ورفض انتخاب لجان برلمانية ستساعد بشكل كبير على مواجهة الوباء، وذكر لبيد أن "من بين اللجان التي يعطل إدلشتاين انتخابها لجنة الأمن والشؤون الخارجية التي من وظيفتها التأكد من أنكم لا تتعرضون لمراقبة غير قانونية ولجنة الميزانية المنوط بها تقديم مساعدات لأصحاب المصالح التجارية المتضررة من القيود التي تم فرضها للحد من انتشار كورونا ولجنة خاصة لتقديم الخدمات للمواطنين المتضررين من الوباء وللطواقم الطبية وجهاز الصحة الذين ينهار في مواجهة الوباء، متهماً لبيد إدلشتاين بالإنصياع إلى رغبة رئيس الحكومة خلافاً للقانون عبر منع الدعوة لإجتماع الهيئة العامة للكنيست لللتصويت على تشكيل اللجان البرلمانية، مشيراً الى انه في هذه الأثناء تعتبر السلطة الوحيدة العاملة في البلاد هي سلطة تنفيذية انتقالية (الحكومة) مع رئيس حكومة خسر الإنتخابات ونظراً لخسارته في الإنتخابات قام بتعطيل الكنيست وعرقل عمل اجهزة القضاء.
من جهته قال رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان : نتنياهو يستغل كورونا ويعمل على إلغاء الديمقراطية، وإذا لم يتم تعيين لجنة منظمة وانتخاب رئيس للكنيست فإنني أحث جميع قادة الأحزاب على التواجد معي في المحكمة العليا لمقاضاة هذا الشخص، وفي المقابل لفتت القناة العبرية 13 في التلفزيون الإسرائيلي أن المباحثات بين فريقي المفاوضات عن الليكود و"كاحول لافان" تتواصل غير أنها لم تشهد أي اختراقات، مؤكدة بان جوهر الخلافات يتركز على المدة التي سيتولى خلالها نتنياهو رئاسة الحكومة أولا بموجب اتفاق تناوب مع غانتس حيث يصر الليكود على أن تكون مدة نتنياهو عامين على أقل تقدير، في حين أشارت القناة إلى انقسام في رباعية كاحول لافان حول تشكيل حكومة طوارئ مع الليكود بين ما وصفته القناة "فريق المعتدلين" اللذين يبديان استعداداً لدراسة هذا الخيار في ظل أزمة كورونا في إشارة إلى غانتس وغابي أشكينازي فيما يعارض لبيد ويعالون بشدة هذا الخيار ويفضلان مواصلة الضغط على الليكود بالتلويح المستمر بإمكانية تشكيل حكومة طوارئ ضيقة.
وعلى ذات الصعيد قال بيان صادر عن حزب الليكود : بينما يكافح رئيس الحكومة نتنياهو على مدار الساعة في مواجهة وباء كورونا لإنقاذ أرواح المواطنين الإسرائيليين فإن أعضاء الكنيست في حزب "كاحول لافان" بالإضافة إلى ليبرمان منخرطون في إجراءات سياسية لإختطاف الحكومة من خلال التشريعات المناهضة للديمقراطية، مضيفاً بانه وبدلاً من إظهار المسؤولية الوطنية والإنضمام إلى حكومة الطوارئ فان تلك التكتلات يشاركون في تعاملات سياسية صغيرة في تناقض صارخ مع وعودهم لناخبيهم.
وكانت تقارير إسرائيلية قد كشفت في وقت سابق هذا الأسبوع أن كتلة "كاحول لافان" طالبت خلال اتصالات مع حزب الليكود حول حكومة وحدة بأن تحصل على حقيبة القضاء وفي المقابل تطرح "كاحول لافان" أن يستمر نتنياهو بتولي منصبه لمدة سنة في إطار التناوب مع رئيس "كاحول لافان" بيني غانتس حسبما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة "كان"، وفيما يتعلق بالتناوب على رئاسة الحكومة نقلت الإذاعة عن قياديين في "كاحول لافان" قولهم إنه إذا وافق نتنياهو على الإكتفاء بسنة واحدة فإنه بالإمكان الإتفاق على تشكيل ائتلاف خلال يومين وفي هذه الأثناء يصر الليكود على أن يتولى نتنياهو رئاسة الحكومة لعامين قادمين، وطلب الليكود بقيادة نتنياهو تمثيل متساو في اللجنة المنظمة وخفض عدد أعضائها إلى 10 بدلاً من 17 بدعوى أن تعلميات وزارة الصحة تنص على ضرورة عدم تجمع أكثر من 10 أشخاص في مكان مغلق بسبب كورونا.
وتأتي المواجهة حالية بين معسكري نتنياهو وغانتس في ظل أزمة أخرى بعد رفض إدلشتاين عقد الجلسة العامة للكنيست للتصويت على تغييره برئيس جديد للكنيست من المعسكر الموالي لغانتس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق