~بقلم/صلاح الداؤودي وكيل محافظة لحج~
في يوم الخميس ٢٨ رمضان ودعت أغلا ماعندي على وجه الأرض والدتي الغالية، وعملت حينها رساله لأخي ورفيق دربي أبو جابر، طلبت منه حضور مراسيم الدفن والصلاة على الوالدة، لم يرد علي بالوقت الذي أعرف ذلك الرفيق سريعاً مايرد على أي رساله، أو أتصال من جانبي بحكم مابيننا من أخوه وزماله، وعلاقات على مداء ثلاثون عام، حينها راودتني الأفكار عن سر عدم تجاوب الشيخ مع رسالتي.
في يوم ٢٩ رمضان وصلتني رساله، من صالح احمد علي ابن اخت أبو جابر، يقول فيها :خالي في مستوصف الشفاء مريض وفي حاله حرجه، كانت الرساله ك الصاعقة وزادة فوق أحزاني أحزان، تواصلت مع الدكتور
علي محمد البارق للاطمئنان على صحة أبو جابر، والتأكيد على الأهتمام ومتابعة حالة ابو جابر المرضية بإستمرار.
يوم ٣٠ رمضان قبل العصر وصلت ومعي عدد من الأقارب إلى مستوصف الشفاء، لزيارة أبو جابر والاطمئنان على صحته، عند دخولي الغرفة الذي يرقد بها أبو جابر وجدت عنده المرافق صاحب الأخلاق الفاضله والضمير الحي الأخ سالم موس عبدالله الماجوحي، بعد أن رديت السلام عليهم، يرد علي أبو جابر
عظم الله أجرك بالوالده اسأل الله أن يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته
بعدها تقدمت وقبلت أبو جابر على الراس ودعيت له بشفاء العاجل.
وسألته عن صحته وقال أنه يتألم من ألتهاب المفاصل وضيق التنفس، بعد الجلوس عنده حوالي ١٥ دقيقه ودعت ابو جابر وأنا حاس بالحسرة والندم، لانني تأخرت عن زيارته، ولكن كانت عندي ضروف وفاة الوالدة رحمة الله عليها.
توجهت إلى مسجد المحطه لأداء فريضة العصر، بعدها قمت بالبحث على جابر محمد لاعطائه المعنويه والشده، والقبول بما أراده الله وقدره،
فوجدت جابر وهو في حالة قلق وانكسار على صحة والده ، وكان معه الرائد جمال سالم مدير الأحوال المدنية، تكلمنا عن ماذا نعمل؟؟؟
توجهة حينها الى البيت نضراً لوجود ضيوف عندي، وبعد صلاة العشاء عملت تواصل مع عدة جهات منها، مدير عام مطار عدن عبدالرقيب الشعيبي، للتأكد هل توجد رحلات لغرض تسفير أبو جابر الخارج؟؟؟؟!!!
فرد علي لا توجد أي رحلات ماعداء بعض رحلات تابع أطباء بلا حدود.
اتواصلت مع بعض القيادات القريبة من قيادة التحالف العربي، للبحث والمساعدة لسفر أبو جابر، كررت اتصالات بجهات عده دون فائده.
بدوره رجل الخير والعطاء رجل الأعمال محمد الحصني صديق أبو جابر قام بشراء جهاز تنفس صناعي من أحد الشركات ب خمسين الف دولار وأرسل سيارة اسعاف مع اثنين اطباء، لغرض انقاذ حياة أبو جابر، وأكد اذا هناك طيران برحله خاصه سادفع من المائة الف دولار الى خمس مائة الف دولار، ياله من وفاء واخلاص وشهامه ونعم الرجال.
عادتني الذاكره إلى المواقف التي عشتها مع أبو جابر، والتي تشرفناء بها، تذكره عندما قمنا بفض النزاع بين أبناء الضالع وأبناء الصبيحة، وافرجنا عن ٣٧ أسير كانوا لدى أبناء الصبيحة على أثر قضية قتل احتوينا الموقف حينها.
كان معنا الشيخ حسين أحمد الجوهري حفظه الله ورعاه ، وحسين علي الفلاحي رحمة الله عليه.
وايضاً تذكرت موقفه بقضية قتل بالخطاء بين شخص من الصبيحة والآخر من العرقه، وايصال القاتل إلى مضاف آل العرقه، وتم السماح والعفو بحضور عدد كبير من مشايخ يافع والصبيحة.
اتذكر رفيقي عندما قمنا بحل قضية أصابه بين شخص من الصبيحة وشخص من مشاله يافع، والحسم بالقضيه بحضور مشايخ يافع والصبيحة.
لن أنسى موقفه معنا بالفصل بقضية المحله بني بكر، نحن والأخ محمد الشيوحي والتي دار الصراع واستمرت ثلاثون عام
لن تسعفني الذاكرة لذكر العشرات بل المائات القضاياء، التي تم الفصل بها في محافظة عدن ولحج.
كما كان للرفيق أبو جابر أهتمام في متابعة المشاريع الخدميه بمديرية الحد ولبعوس، إلى جانب السلطات المحليه، بالوقت الذي كان لايوجد لديه وضيفه اوراتب.
وكان مع الرفيق يد طاهرة، تنفق على المحتاجين واصحاب الدخل المحدود ، وكانت للرفيق كثير من مواقف الخير والعطاء رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته.
*هنا الصدمة كانت*
عندما استيقضت من النوم صباح يوم عيد الفطر، كنت اتجهز للاتجاه إلى المسجد لأداء فريضة صلاة الفجر، اتفاجا باتصال من الشيخ عبدالحميد عبدالرب، يقول لي عظم الله اجرك واجرنا باابو جابر، حسيت حينها ان سقف الغرفة قد أنهار فوق رأسي، ياله من خبر وياله من عيد يتحول الى حزن.
وبعد اداء صلاة الفجر بالمسجد اتصل علي مرتاً أخرى الشيخ حسين احمد عوض الجوهري، قال لا أسرع من وصولك الوضع هنا مزعج، أبو جابر الله يرحمه و كل من وصل من أقاربه وإخوانه وال ماجوح حصلت له صدمه، واغلب الشباب في حالة انهيار
تحركت مسرعاً، ومعي أولادي وعيال اعمومي، وحميد محسن وهيثم صالح.
وعند وصولنا إلى المستوصف أول مادخلنا إلى الغرفة الذي يرقد فيها المرحوم القينا عليه نضرة الوداع، ومعنا الإعلامي الولد عبدالقادرابويونس ، والعيون تذرف دموعاً، وداعاً ابو جابر.
ثم قمناء بزيارة جابر والشباب وحثينا الكل على شحذ الهمم والصبر والإحتساب
والرضاء بماكتبه الله، ثم تحركنا بموكب إلى منطقة آل ماجوح في حزن عم الجميع، تم غسل روحه الطاهر في جامع ال ماجوح والصلاة عليه، بحضور حشد كبير من مختلف المناطق، ثم التوجه بروحه الطاهر الى مثواه الآخير، وبعد ان اخذت النضرة الأخيره عند انزاله القبر، هنا ايقنت ان ابو جابر قد غادر
من دار الفناء الى دار الاخره. فذرفت العيون الدموع ثم غادرة انا والكثير والحسرة والانكسار علينا من الموقف المؤلم، دون اعتراض على قضاء الله وقدره.
أن رحيل أبو جابر يعد خساره كبيره على مستوى قبيلة ال داؤود والحد خاص ويافع ولحج عام .
الى جنة الخلد أبو جابر ان رحيلك قد قطع قلوب كل محبيك وزملائك
وانما نقول الحمد لله رب العالمين
لله مااعطاء ولله مااخذ
ان رحيل والدتي التي ربتني وعلمتني
وسهرة اليالي من أجلي كان فاجعه علي وعلى كل اخواني واولادي واسرتي
وان رحيل أخي الذي لم تلده أمي ورفيق دربي أبو جابر كان الفاجعه الأخرى، التي اوجعت قلبي وابكت عيناي
ومامعي الى ان اقول رحمكم الله والدتي واخي والى جنت الفردوس أن شاء الله
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوه الى بالله العالي العظيم
ختامآ
ان والدتي التي فارقة الحياه هي امك
اخي الفقيد محمد
وان والدتك التي لازالت على قيد الحياه هي أمي وابنائك هم ابنائي، وإن شاء الله مازلت حيآ ارزق على قيد الحياه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق