متابعات|موقع بني بكر|
الاستاذ الكاتب /احمد عمر بن فريد
مالذي نريده من هادي وبحاح .. والذي علينا أن نفعله .؟ قبل " الاجتهاد " فيك الإجابة على السؤالين اعلاه , لابد من اعادة التأكيد مرة أخرى على ان فشل الحركة الوطنية الجنوبية التحررية في خلق " وعاء سياسي " يمث..ل الارادة الحقيقية لشعب الجنوب كان " هدف استراتيجي " كبير سعت لتحقيقه الكثير من القوى السياسية في صنعاء و من خارجها وقد نجحت في ذلك مع الأسف الشديد .. !
وربما أن أكثر مايؤلمنا في هذا السياق يعود الى حقيقة ان نجاح هذه القوى في تحقيق غايتها الاستراتيجية المتمثلة في " بعثرة " قوى الحراك الجنوبي انما جاء عبر بوابة هذه القوى نفسها , وتحديدا من خلال معرفتها بجميع تناقضاتنا الداخلية , التي تم استغلالها بطريقة ذكية في ابقاء هذا الاستحقاق الوطني مصدر خلاف فيما بيننا اكثر مما يفترض ان يكون مصدر " توحد ووفاق " ! ويمكنني ان اضيف هنا ايضا ان " ايران " كانت قد لعبت دورا بارزا في هذا المجال من خلال صناعتها لشبكة علاقات واسعة عمدت الى نسجها مع الكثير من القيادات الجنوبية .. " كل على حدة " لغرض افشال اي جهد وطني جنوبي ينشد وحدة القيادة الجنوبية.
ونحن حينما نتحدث الآن عن هذه " الحقيقة المرة " فاننا نفعل ذلك لغرض اجلاء مسألتين هامتين .. تقول اولهما ان " ابقاء " الحركة الوطنية الجنوبية بلا قيادة سياسية معروفة للعالم يمكن ان تتحدث عن ارادة شعب الجنوب هو هدف استراتيجي تم تحقيقيه فعليا لغرض ان تبقى هذه " الارادة الشعبية " مشلولة .. غير معبر عنها .. وغير قادرة على مواجهة التحديات المتسارعة التي تحدث تباعا على ارضها المحتلة !! ولا عجب بعد ذلك ان نواجه بعضنا " الآن " بهذا الكم الكبير من الاسئلة التي تتحدث دائما فيما علينا ان نفعله ازاء هذه القضية او تلك !! او كيف نتصرف ازاء هذا الموقف اوذاك .. او كيف نتعامل مع هذا الوزير الشمالي او مع هذه الأوامر الصادرة عن " الحكومة الشرعية " على سبيل المثال .. وهي اسئلة مستحقة جديرة بالاجابات الدقيقية التي كان من الممكن جدا ان تقوم بالرد عليها تلك " القيادة الجنوبية الموحدة " التي عملت كل القوى – عبرنا نحن – على الا ترى النور وقد تم لها ذلك كما اسلفنا !!
اما المسألة الثانية فهي تتركز حول الضرورة الحتمية التي لا يجب باي حال من الأحوال اهمالها او تجاوزها وهي تكثيف كل جهودنا الوطنية السياسية تجاه العمل وبالسرعة الممكنة تجاه عقد مؤتمر جنوبي " جامع شامل " تتمثل فيه كل المحافظات وكل القوى السياسية الجنوبية المؤمنة ايمانا لا يتزعزع بالاستقلال وببناء دولة جنوبية حرة مستقلة على كامل ترابنا الوطني الذي يعلم حدوده حتى اطفالنا الصغار كما نعلمه نحن بكل تأكيد .. وفي هذه الجزيئة ارى ان اي مماطلة او ممحكات قد تعطل من تحقيق هذا الهدف بعد كل ما حدث هو فعل يفترض ان يواجه بقوة من قبل السواد الأعظم من شعب الجنوب .
والآن ... لنعود الى موضوع السؤال المطروح خاصة وقد ذهبنا في غالبيتنا في هذه المرحلة تجاه طرح عدة مواقف تتراوح مابين " السذاجة المفرطة والغلو المبالغ فيه " في كيفية التعامل مع هادي وحكومة بحاح .. وفي جميع الأحوال فان ما اقوله هنا انما يعبر عن وجهة نظري الشخصية التي ربما تكون غير موفقه وربما العكس .. وهي ترتكز على مايلي :
اولا : نحن لا نتوقع ولا نطلب من هادي ان يعلن " الآن " وعلى روؤس الأشهاد من مقر اقامته في الرياض حق شعب الجنوب في الاستقلال او حتى في تقرير مصيره عطفا على كم كبير من " الالتزامات السياسية " المرتبطة ككل بعملية عاصفة الحزم وابعادها الاستراتيجية ودوافعها ومبرراتها القانونية على وجه التحديد .. نحن ندرك ذلك جيدا ولا اعتقد ان عاقل جنوبي سيطلب من هادي ان ينزل الى عدن وهو يحمل علم الجنوب حتى وان كان شرف كبير له ان يفعل ذلك , لكننا وفي هذه المرحلة لا نتأمل منه ذلك ولا يجب ان نضغط عليه في هذا الشأن .
ثانيا : ان " اولا " .. لا يلغي بأي حال من الأحوال " أهمية " ان نعلم نحن ابناء الجنوب ماهية الموقف النهائي لجميع اخواننا الجنوبيين فيما يسمى بالحكومة الشرعية من " قضية الجنوب " .. وهو موقف يفترض ان يتم الحديث عنه بألف طريقه وطريقه " تحت الهواء .. ومابين السطور .. وفي الغرف المغلقة " وهو حديث يفترض ان يقترن باستراتيجة واضحة جدا نعلم تماما انها ستنتهي باستقلال الجنوب واقامة دولته الحرة ... استراتيجية يتم فيها الاتفاق على ادق تفاصيل الامور والاجابة الواضحة على جميع الأسئلة التي تواجهنا حاليا .
ثالثا : عطفا على " ثانيا " يمكن القول ان الحديث عن " النوايا " و " التنجيم السياسي " و " حديث المقايل " وغيره من " الكلام " الذي يمكن ان يقال من قبل هذا القيادي او ذاك على شاكلة : انني قد سمعت هادي ذات مرة وهو يقول انه مع الجنوب ..!! او ان الوزير فلتان قال ذات مرة في جلسة عامة او خاصة انه مع الجنوب وان خيار الاستقلال ضمن اجندته .. وغيره من هذه الاحاديث التي نستمع لها – ومع كامل احترامي لها – هي احاديث لا تصرف في بنوك العمل السياسي بسنت احمر ولا تزن في ميزان العمل الوطني ذرة تراب واحدة ولا تعادل قيمة قطرة دم شهيد او جريح جنوبي... نحن كشعب جنوبي بحاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى " التزامات رجال " و " وثائق مكتوبة " يمكن ان تمنح بهذه الطريقة او تلك او يمكن ان يتم الاتفاق عليها باكثر من طريقة او اسلوب .
رابعا : على حكومة بحاح ان تدرك ان اي عمل " حكومي " يتعارض مع المسار الوطني للحركة الجنوبية التحررية سوف يجابه بعواصف من الاعتراضات والرفض , ولن ييقبل به احد من ابناء الجنوب مهما كانت مبرراته ودوافعه , وكل ما نرجوه ونتأمله هو اخذ هذ الأمر بعين الاعتبار وفي الحسبان .. فلا يمكن على سبيل المثال ان نقبل ان تنخرط قوات شمالية في تشكيل و بناء اي وحدات عسكرية داخل الجنوب ! او في اي مجال امني او حتى مدني .. خاصة وقد شاهدنا اكثر من مرة كيف " غدرت " وحدات عسكرية شمالية كانت تدعي ولائها للشرعية بقيادات جنوبية وقاتلت الى جانب قوات الحوثي وصالح , ولازال العم ناصر منصور حتى اللحظة يقدم بنفسه – من خلال سجنه – دليل قاطع على هذه النوعية من الولاءات المزيفة التي دفعنا ثمنها على كل المستويات في الجنوب .
خامسا : لأننا في الحراك الجنوبي نثمن تثمينا عاليا الجهود الجبارة والنتائج المبهرة التي نتجت عن عمليات " عاصفة الحزم " والتي دمرت اكثر من 70 % من قوات الاحتلال داخل الجنوب , فاننا سنقف مع هذه العملية حتى اخر مراحلها متأميلن في نفس الوقت ان تدرك دول التحالف حقيقة البعد الوطني " الطاهر " لقضيتنا وحساسية هذه القضية وعدالتها وعلى ان بلادنا ليست " اراض متنازع عليها " بل هي هوية وتاريخ وكرامة ووجود لهذا الشعب العربي الاصيل .
سادسا : اننا نهيب بجماهير شعب الجنوب الأبية , ان وجدت مالاترضاه من اي سياسي او قيادي جنوبي ان تحتج على ذلك بالطرق السلمية والا تتورط باي حال من الأحوال في اي عمل من اعمال العنف ضد بعضنا نظرا للكلفة الباهضة جدا التي يمكن ان تترتب على ذلك فيما يخص قضيتنا الوطنية , كما نرجو شديد الرجاء وباعتبارنا ثورة قامت على الاخلاق والتسامح والتصالح ان نحسن التعامل مع الأسرى من جنود الاحتلال وفقا لتعاليم الدين الاسلامي ووفقا للمعاهدات والدولية وبما يؤكد باننا شعب حضاري ملتزم بقيم الانسانية .
سابعا : مرة اخرى نؤكد على ضرورة رفع علم الجنوب في كل مكان وتأكيد حضوره في جميع جوانب الحياة في عدن على مختلف تنوعاتها , وكما يفترض ان يكون للقوى السياسية الجنوبية في هذه المرحلة نشاطات آنية ذات بعد سياسي مؤثر كحملة " المليوم بصمة " مرة اخرى .. لأن عدن ستكون في المرحلة القادمة قبلة السياسة وقبلة الاعلام .. وحضور الجنوب في عاصمته اكبر اولوية من اولوياتنا الحالية .
أحمد عمر بن فريد
مالذي نريده من هادي وبحاح
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق