11/فبراير نقطة التحول:
بقلم: د/محمد أبوبكر شوبان
بعد أن"بلغ السيل الربا" انطلقت ثورة 11/فبراير ورسم بها اليمنيون أحلى أمانيهم في لوحة شبابية خالصة لكن يا فرحة ما تمت لقد تم التآمر عليها داخليا وخارجيا لتتحول إلى مأساة لليمن واليمنين فأصبح الجميع وجها لوجه مع خيارات صعبة أحلاها مر فهم بين التوحد تحت بوتقة الدولة الاتحادية حتى وان كانت هشة أو الخنوع لاستبداد طائفة لن يسلم منه أحد كونها تتوكأ على عصا عصبوي أكان طائفيا أو مناطقيا أو حزبيا وتجعل البلد كلها تحت مشروع اللا دولة وخلق عشرات الكنتونات الممزعة على طول اليمن وعرضها تحت رايات ليس للوطن منها شئ فتصير ثورة فبراير انموذجا مشوها لمن تسول له نفسه التمرد على الظلم والظالمين؟!
فهل نجح أعداء الثورة الشبابية في ذلك؟ وهل يعي اليمانيون خطورة المرحلة؟! وهل يحق لنا أن نحلم بعد ذلك بيمن جديد خالي من استبداد الحزب و من نفوذ الشيخ وسلطة القبيلة ومن سياسة الفيد وتهميش الآخر؟! .. وهل ستتمخض ثورة 11فبراير عن يمن يتشارك فيه الجميع النفوذ والثروة لافرق في ذلك بين شريف ووضيع طالما أنهم جميعا ينتمون إلى هذه الأرض الطيبة سواء أكانوا في الشمال أم في الجنوب.. أم أنها ستتمخض كما أراد المتأمرون عليها عن فأر؟! ونظل نراوح بين نفوذ القبيلة والمذهب وتسلط الشيخ والمنطقة بعقلية متخلفة تؤمن بالحق الألهي المزعوم وهي العقلية التي لم تغادر الكهف منذ أكثر من ألف عام حتى في ظل الجمهورية وإلى اللحظة الحاضرة..
هذا فضلا عن ما تخطط له من التمييز بين القناديل والزنابيل فضلا عن المواطنة بين مواطن من الدرجة الأولى وآخر من الثانية و الثالثة والرابعة وقد نصل إلى العاشرة وأثارة وتزكية الأنفصام بين مصطلحات دحباشي و بدوي و لغلغي وعدني وما إلى ذلك لعميق الشرخ المناطقي .. أضف إلى ذلك التفاضل على الأساس المذهبي: فزيدي وشافعي وإسماعيلي ..
فهل نملك اليوم في ظل الاقتتال المتفاقم والذي الغى منطق حوار الأفكار إلى حوار السلاح وسفك الدماء اليمنية على اعتاب مذابح الحرية..
هل نستطيع أن نتجاوز كل هذه العقبات والتصنيفات وتكون لدينااستقلالية اتخاذ القرار الذي يخدم وطننا الحبيب بعيدا عن الولاءات الضيقة أم أن الجميع - إلا من رحم الله - لا يزال في سجن العمالة والارتهان لإرادة الغير داخليا وخارجيا فيتحرك وفق إرادة الغير وما تقتضيه مصلحته بعيدا عن الانتماء الوطني ومصالح الأمة ووفقا ومصالح فئات ودول لا ترى في مصلحتها أن يغادر اليمنيون هذه العقلية المتخلفة التي لا تؤمن إلا بالفيد ولا تعترف إلا بالأناء فنظل في صراع دائم ومستمر وتظل السياسات الخرقاء والارتهان لإرادة الغير هي التي تملي بكل فضاضة وعنجهية إرادتها الشيطانية..
أين االعقول المستنيرة التي وصفت بالحكمة والتي تقدم مصلحة اليمن على مصلحة المنطقة والحزب والقبيلة وتتمرد على ماينافي ويناقض ذلك.
علينا أن ندرك أننا اليوم أمام التاريخ وجها لوجه فماذا سيدون هل سيكتب يمن جديد تمرد على مشروع العائلة والقبيلة أم أنه سيكتب يمن بلا هوية ودويلات صغيرة ضعيفة ماكان لها أن تتجمع في عقد واحد بعدذلك أبدا في التاريخ الحديث تمنياتنا أن نكون أنموذجا في عالم اليوم المليء بالصراعات .
11/فبراير 2017م السبت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق