ترجل فارس ال فلاح الى مثواه الأخير

موقع بني بكر ||خاص

يرحل عن الدنيا كل يوم الكثير من البشر وتبقى ذكرا او موقف او فكرة او إرث نضالي يحمل اسمائهم وبه تخلد ذكراهم في الحياة لأجيال واجيال .

وفي خضم المواقف والإرث النضالي الذي تمر به بلدي، ترجل فارس ال فلاح الى مثواه الأخير، راحل مع قافلة من خيرت الرجال، ليخلد إسمه مع الابطال، وان يكون رفيقهم ومرافقهم، الى دار القرار. 

فقد كان دائما لا ينزل عن فرسه، ويجبر خصمه ان ينزل في التراب، حتى حان موعد الرحيل، رحل خالي اليدين الا من بطاقة في جيبه تثبت إنه من منتسبي جيش إتحاد الجنوب العربي، كان ذاهب ليودع (ابو اليمامة) منير اليافعي، الذي غدرت به أيادي الغدر والخيانة في معسكر الجلاء، وبعد وداعه صرخ بصوته يقرع باب الخونة (باب المعاشيق)، فخوفهم من خلف أسوار القصر من صوته جعلهم في هلع يرمون رصاصهم الغادر على كل من يتحرك، لم يشاهدوا إنه طاعن بالسن، ولا يملك سلاح في يديه، فخوفهم من زئيره جعلهم يهذوا حتى في حديثهم واصواتهم وفي تصويبهم الأسلحة على الناس ولأكنه كان يملك وطنية وإرادة فاقت اسلحتهم، فلم يهرب بل واجهه طلقاتهم بصدر عاري، ومن كثر ما رموا من الرصاص غدرت به احد الرصاصات، لتوقعه على ركبتيه، رافض ان ينزل رأسه الأرض، حتى تلقفته أيادي إخوانه ليحملوه على اكتافهم في محاوله يائسة لإنقاذه، لأكنه كان مبتسم يقابل الموت الذي كان يشاهده وهو يفر من امام عينيه في كل جوله من ذو خمسين عام، اغمض عينية مودع كل أهله، ومحبيه، مودع أصدقائه، وعشيرته، مودع وطنه، وحاله يقول انني قد تركت الوطن بأيديكم فكون نعم الحامي والأمين على مكتسباته وثورته. 

وقتها كنا في حالة حزن ممزوج بالفرح، فجرح الحزن بفقدانه كبير وعميق جدا، ومالم، لقد كان نعم الأب، والمعلم، والناصح، كان رجال الظل في الشدة، وفي الخير نبراس، كان يعطي ولا يعلم المعطاء من اعطاه، لأنه لا ينتظر مقابل من احد، لم يكن يوما انانيا، او منغلق على نفسه وأهله، بل صديق مبتسم ويصنع الابتسامة على وجيه الجميع. 

وهذا الحزن، مزجناه بالفرح، فقد نال الشهادة في سبيل الوطن، وهذا وسام لا يناله إلا الأبطال، فهذا ما جعلنا نفرح له، فقد خلد اسمه في المع صفحات التاريخ النضالي الجنوبي، وزادنا فرحا انه شهيد النصر فبدمائه رسم لوحة النصر لعدن خاصة، والجنوب عامة، الجنوب الذي زاح اليوم من على كاهله عصابة الفساد وجراثيم الاحتلال الغاشم. 

تعودنا ان نسمع قصص على اشخاص فارقو الحياه، الا فقيدنا فقد سمعنا قصص من كثير من اعدائه قبل أصدقائه، عن بطولات ومواقف شجاعة ونبيلة، وهو لا زال حيا يرزق، وقد شاهدنا ولمسنا جزء من تلك المواقف، والشجاعة النادرة التي كان الفقيد يتحلا بها، ذلك لانا من جيل أحفاده فلم يسعدنا الحض ان نكون من جيله حتى نتكرم برفاقته. 
ولا يسعني هنا ذكر تلك المواقف، والبطولات، فقد احتاج مجلد او مجلدات لكتابتها، واحتاج الكثير من الوقت والجهد لتجمع فهي كثيرة وعظيمة. 
وفي الأخير لا يسعني إلا ان نترحم على الأب الروحي لوقود شرارة النصر اللواء صالح احمد الفلاحي وعلى القائد البطل العميد منير اليافعي( ابو اليمامة) وعلى كل تلك الابطال التي قدمت ارواحها فداء للوطن ولرفعته واستقلاله. 
ونتقدم بخالص العزاء الى أولاد الشهيد والى نفسي والى ال فلاح ويافع والجنوب عامة بفقدان الهامة الوطنية الكبيرة اللواء صالح احمد الفلاحي. 

وتقبلوا خالص تحياتي محبكم 
حسين الفلاحي (ابو وسام )


   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع بني بكر يافع تواصل واتس مع المحرر © 2019

يتم التشغيل بواسطة Blogger.