رسالة من ابوانس الصافي ،موسسة يافع للعمل والانجاز

موقع بني بكر

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
لا أدري من أين أبدأ ولا أدري بما أبدأ ولا كيف أبدأ فلساني عاجز وبناني أعجز عن وصف مشاعري وما يجول في داخلي تجاهكم

ولكن سوف أستجمع قواي واستفرغ طاقاتي وأستجدي ذاكرتي واستعطف مخيلتي لعلها تسعفني بيسير كلمات أحاول نظمها لأصنع بها تاجًا وأكليلًا أضعه على رؤوسكم أيها الشرفاء لقاء أفعالكم التي تنحتون بها صخور الزمن راسمين أجمل اللوحات في فن صنائع المعروف في زمن فسد حاله وأهله وفشا ضلاله وجهله

إن البذل والعطاء والسخاء التي تتصفون بها ما هو إلا انعكاس لما تحملونه من وفاء ونقاء ولما تضمرونه من سرائر بيضاء وهو ظاهر عليكم بجلاء لا يُحجب إلا عن صاحب عين عمياء

أيها الإخوة ..... ليس الشأن بالرجال أنهم يكسبون المال ويصرفونه على نساءهم والعيال،- مع أهميته فقد قال رسول الله ﷺ: كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يَقُوت )-

فالناس كلهم في الحقيقة يفعلون ذلك لانهم به ملزمون ومكلفون ، وقيام الرجل على من يعول أمر طبعي طُبعت عليه النفوس . فليس به يقاس الرجال ولا به يتفاضلون

فالشأن كل الشأن هو أن يتجاوز الرجل ما هو ملزم به إلى ما ليس له به التزام ، يتجاوز نفسه وشحّها ويرغمها على حب الخير قهرًا ، ويأطرها على الحق أطرأ يتجاوزها إلى نفع الناس قال ﷺ ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس )


فمن يعيش للناس فإنه قد عرف معنى السعادة وتحلى بصفة الريادة ونعت القيادة وسمة السيادة
قال الشاعر
كل السيادة في السخاء ولن ترى

ذا البخل يدعى في العشيرة سيدا

أن من يعيش لنفسه وعياله يعيش في مربع صغير أمله قصير ،ونظره حسير ، همه لا يتجاوز أنفه وطموحه لا يساوي صبوحه وعقله لا يتعدى شراك نعله ،
قال الشاعر
ومن كان ذا جود وليس بمكثر

فليس بمحسوب من الكرماء

فالنفس شحيحة تأمر بالسوء والبخل وتخاف الفقر والقل، ولكن ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )
والعرب في لغتها سمّت النفقة صدقة والمنفق متصدقًا، من الصدق لانه لا ينفق إلا صادقًا ،والله قد قرن بين النفقة والصدق بقوله ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسينيسره لليسرى ) فهذه من الله لكم بشرى .......
فهنيئًا لكم صدقكم مع الله وصدقكم مع أنفسكم وصدقكم مع الناس

أن ما تنجزونه من أعمال تستهدفون بها خدمة الناس ومعاناتهم الحقيقية من غيرما تحزب ولا تعصّب، ولا إرادة من الناس جزاء ولا منّ ولا أذى فهي مسطّرة لكم عند ربكم( وكل صغير وكبير مستطر )ثم عند أهلكم مكتوب بأحرف من نور على ألواح من بلور، يسطع نورها فيظل ساطعًا حتى يستنير به أحفادكم مئات السنين بعدكم .....

فلكل أمة رجال يختصها الله بعلمه وحكمته واختياره يستعملهم بمصالح عباده( والله يخلق ما يشاء ويختار ) وأنتم نحسبكم ممن اختاركم الله لهذا الشرف العظيم والخير العميم

وأختم كلماتي بالابتهال والدعاء والشكر والثناء ، لكم أيها الإخوة الفضلاء النبلاء

فأن أصبت فمن الله وإن أسأت فمن نفسي الأمارة بالسوء ومن الشيطان

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


كتبها أبو أنس الصافي
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موقع بني بكر يافع تواصل واتس مع المحرر © 2019

يتم التشغيل بواسطة Blogger.