كتبها أبو أنس صافي الصافي
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فبعد أنتهاء حملة سفلتة ساحات مستشفى اكتوبر العام وقبلها سفلتة المستشفى الفرعي الجديد، ولما رأيت من تسابق على الخير، من أبناء يافع الخير وما رأيت من كرم وسخاء، وصدق ووفاء ، انتابتني أحاسيس شعرت حينها أني أريد أن أقول شيئًا
فقررت أن أمسك القلم لأكتب ...... ولكني ترددت ساعةً لأني لا أدري كيف أبدأ ولا أدري من أين أبدأ ولا أدري بما أبدأ، فلساني عاجز وبناني أعجز عن وصف مشاعري وما يجول في داخلي تجاهكم
فحاولت أن أستجمع قواي وأستفرغ طاقاتي وأستجدي ذاكرتي وستعطف مخيلتي لعلها تسعفني بيسير كلمات أحاول نظمها لأصنع بها تاجًا وأكليلًا أضعه على رؤوسكم أيها الشرفاء لقاء أفعالكم التي تنحتون بها صخور الزمن راسمين أجمل اللوحات في فن صنائع المعروف في زمن فسد حاله وأهله وفشا ضلاله وجهله
إن البذل والعطاء والسخاء التي تتصفون بها ما هي إلا انعكاس لما تحملونه من وفاء ونقاء ولما تضمرونه من سرائر بيضاء، ظاهر عليكم بجلاء لا يُحجب إلا عن صاحب عين عمياء
أيها الإخوة الفضلاء ..... ليس الشأن بالرجال أنهم يكسبون المال ويصرفونه على نساءهم والعيال، ويبنون البيوت - مع أهميته فقد قال رسول الله ﷺ: كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يَقُوت )-
فالناس كلهم في الحقيقة يفعلون ذلك لانهم به ملزمون ومكلفون ، وقيام الرجل على من يعول أمر طُبعت عليه النفوس . فليس به يقاس الرجال ولا به يتفاضلون
فالشأن كل الشأن هو أن يتجاوز الرجل ما هو ملزم به ، إلى ما ليس له به التزام ، يتجاوز نفسه وشحّها ويرغمها على حب الخير قهرًا ، ويأطرها على الحق أطرأ يتجاوزها إلى نفع الناس فقد قال ﷺ ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس )
فمن يعش للناس فإنه قد عرف معنى السعادة وتحلّى بصفة الريادة ونعت القيادة وسمة السيادة
قال الشاعر
كل السيادة في السخاء ولن ترى
ذا البخل يدعى في العشيرة سيدا
أن من يعش لنفسه وعياله يعش في مربع صغير أمله قصير ،ونظره حسير ، همه لا يتجاوز أنفه، وطموحه لا يساوي صبوحه، وعقله لا يتعدى شراك نعله ،
قال الشاعر
ومن كان ذا جود وليس بمكثر
فليس بمحسوب من الكرماء
فالنفس شحيحة تأمر بالسوء والبخل وتخاف الفقر والقل، ولكن ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )
والعرب في لغتها سمّت النفقة صدقة والمنفق متصدقًا، من الصدق لانه لا ينفق إلا صادقًا ،والله قد قرن بين النفقة والصدق بقوله ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسينيسره لليسرى ) فهذه من الله لكم بشرى .......
فهنيئًا لكم صدقكم مع الله وصدقكم مع أنفسكم وصدقكم مع الناس
أن ما تنجزونه من أعمال تستهدفون بها خدمة الناس ومعاناتهم الحقيقية من غيرما تحزب ولا تعصّب، ولا إرادة من الناس جزاء ولا منّ ولا أذى، فهي مسطّرة لكم عند ربكم( وكل صغير وكبير مستطر )ثم عند أهلكم مكتوب بأحرف من نور على ألواح من بلور، يسطع نورها فيظل ساطعًا حتى يستنير به أحفادكم بعدكم لمئات السنين .....
فلكل أمة رجال يختصها الله بعلمه وحكمته واختياره يستعملهم بمصالح عباده( والله يخلق ما يشاء ويختار ) وأنتم نحسبكم ممن اختارهم الله لهذا الشرف العظيم والخير العميم
فهنيئًا لنا وللأمة بكم وأمثالكم ، وأسئلوا الله أن يديم عليكم نعمة وفضله وهدايته ، فكم من محروم والمال معه ، لم يزده ماله الا نكدًا وخسارًا ،
وأختم كلماتي بالابتهال والدعاء والشكر والثناء ، لكم أيها الإخوة الفضلاء النبلاء
فأن أصبت فمن الله وإن أسأت فمن نفسي الأمارة بالسوء ومن الشيطان
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق