رجل بأمة رحل
مات اليوم الأخ الذي لم تلده أمي ولم يكن أبوه أبي .....
رحل أبو صالح محمد بن أبي بكر بن صباح بن سنان البكري اليافعي
ليس من عادتي أن أكتب الرثاء والعزاء وليس من عادتي المدح والثناء والإطراء
ولكني اليوم سأكتب الرثاء والعزاء وأقول الصدق في الوصف والثناء
كان كل همه في هذه الدنيا الدعوة إلى الله على طريقة السلف الصالح والجهاد في سبيل الله ضد الرافضة الأنجاس
رجل لا تعادله ألوف الرجال ولا كنوز الأموال ، جبل من راسيات الجبال الثقال،
رزقه الله حكمة وعقلًا وحلمًا وعلمًا وتؤدة وصبرًا وبصيرة ونورًا
يقوم مقام الحق ولا يخاف في الله لومة لائمة ،
حياته كله دعوة وجهاد ...... يحاضر ويخطب ويعلم ويدرس وينصح ويُصلح ويشفع وينفع كل من حوله،
زاهد عابد وقور مجاهد تعلوه هيبة العظماء وتكسوه حلية الأولياء ، بقية من بقايا السلف الصالح الاتقياء ،قانع بما أتاه الله يظهر الغنى على قلة ما بيده
نهاره صائم وليله قائم تاليًا للقرآن ، تعرف العبادة في وجه سيماهم في وجوههم من أثر السجود والسكينة في مشيه والصدق في كلامه والشجاعة في هيئته تحبه من أول ما تقابله وتكلمه
وضع الله له المهابة والمحبة ، والإجلال في قلوب الرجال يحبه كل صادق ويهابه كل كاذب
لا يحب الظهور ولا يحب أن يذكره أحد أو يعرفه أحد أو يمدحه أحد ، رفض كل المناصب والرتب والقيادات والإغراءات
يعمل الليل والنهار ولا يكل ولا يمل يقوم على جبهة الحد من أولها إلى آخرها متفقدًا ناصحًا مرشدًا وناصحًا ومثبتا شادّة عزيمة الرجال ومحذرًا من الرافضة وكفرهم وفجورهم وظلمهم وبغيهم ، مرابط محتسبًا حياته كلها وجهاد ورباط
شارك في كل الجبهات من كتاف إلى بلة وما بعدها إلى الساحل الغربي إلى جبهة يافع الحد والحبج الذي هو الأب الروحي والقائد الفعلي لها
يصلح ما يُفسده غيره دون أن تشعر به وينصح دو أن تعرف لا يعنف ولا يهين ويجهر، سهل المعاشرة حلوة المجالسة بشوش رحب الصدر حسن الأخلاق
فأنا أعزي نفسي أولًا به فوالله إني أول المفجوعين بموته وأول الفاقدين له وأول الباكين عليه
ثم أعزي أهله جميعا
وأقول صبرًا ال سنان وال بني بكر فعزاؤنا به أنه قد مات النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم وسلف الأمة
صبرًا ال بني بكر أنه من الصالحين نحسب على ذلك
صبرًا فقد مات في شهر مبارك
صبرًا فقد مات بعد ليلة مباركة هي من أرجى الليالي
صبرًا لقد مات في يوم مبارك من خير أيام السنة
صبرًا فكل من يعرفه يثني عليه ويمدحه ويشكره وبالخير يذكره
والناس شهداء الله على خلقه
وهذه من آيات وعلامات حسن الخاتمة
والله أن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا
إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيٍ عنده بأجل مسمى
والله أني لفراقك يا أبا صالح لمحزون
وإن قلبي عليك لمفطور
غفر الله لك وأسكنك فسيح جناته
وكتب الله أجرك وأعظم لك المثوبة
ورفع درجتك في عليين مع النبيين والصدقين والشهداء والصالحين
كتبه محبه وفاقده أبو أنس الصافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق