سيف الحزم العربي الأصيل ،،،
لم أستطيع في الثلاث الأيام الماضية منذ استشهاد القائد البطل اللواء احمد سيف المحرمي اليافعي الكتابة فقد تجمد العقل عن التفكير وعحزت اليد عن الكتابة
فلقد كان لخبر استشهاد القائد البطل اللواء احمد سيف الذي نزل اشبة بالصاعقة اصمت الأذان وادمت القلوب اثرا كبيرا هز كل مشاعري واحساسي افقدني توازني واحزن كل الجنوبيين ولم اصدق في بادئ الامر هذا الخبر الا انني بعد ان استعدت توازني أدركت وايغنت ان السيف الجنوبي الذي قاد ملاحم الانتصارات في تحرير عدن ولحج وأبين والمخاء قد رحل بالفعل ومع إيماننا بقضاء ألله وقدرة وأن كل نفس ذائقة الموت الا ان رحيل شخصية قيادية عسكرية من افضل العقول العسكرية بحجم ومثل السيف الجنوبي خسارة وأي خسارة لا يمكن تعويضها ببساطة وفي مثل هذه الظروف وهذا الوقت الذى ما أحوجنا إليه لأننا نعي جيدا ان صناعة القادة من أمثال السيف الجنوبي ليس أمرا سهل يمكن تحقيقه او تعويظة مع أننا نؤمن أن يافع والجنوب التى أنجبت هذا القائد لازالت قادرة وولادة ومصنع للابطال وإذا كان قد خسر الجنوب سيفا جنوبيا أصيلا أرعب الأعداء فإن يافع والجنوب قادرا على إنجاب الآلاف من السيوف الجنوبية البتارة من أمثاله وان القيم والمبادئ التى حملها وتمثل وامن فيها شهيدنا باقية وسوف تنتصر وينتصر لها
شباب الجنوب الأبطال الذين قادهم السيف الجنوبي وتعلموا منه وصنعوا معه ملاحم الانتصارات المتكررة المتواصلة من عدن إلى المخاء وسوف يواصلون بإذن آلله مسيرة التحرير وملاحم الانتصارات وسوف بسجل التاريخ باحرف من ذهب مناقب وبطولات هذا البطل الذي نفتخر وتتعلم منه الأجيال القادمة والقادة العسكريين وسوف تدرس خططه العسكريه في الكليات العسكرية لقد عاش السيف العربي سيف الحزم بطلا ومات بطلا شهيدا ويكفيه أنه صنع تاريخه ورفع رؤس الجنوبيبن حيا وميتا وما مراسيم العزاء التى اقيمت في كل مناطق الجنوب في الداخل وكل بلدان اغتراب الجنوبيين التى لم يسبق لها مثيل وتلك الحشود المليونية التي شيعت جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير الا دليلا وتعبيرا واستفتاء شعبيا لمكانه وخيارات هذا القائد الجنوبي البطل الذي سوف يظل في ذاكرة التأريخ الجنوبي وفي وجدات وعقول كل الجنوبيين
لقد اباء هذا الليث الجنوبي الذي جاوز عمره السبعون عاما الا ان يكون في مقدمة صفوف شباب المقاومة الجنوبية يقودهم من نصر إلى آخر وهو الذي قال ان القائد6 الذي لايكون في مقدمة المقاتلين لابيستحق ان يكون قائد والذي كان واضحا منذ البداية وصرح أكثر من مرة أنه لايمتلك ولا يقود جيش الذي يتحدثون عنه بل يقود شباب المقاومة الجنوبية الابطال وكان صريحا عندما قال كذلك في البيان الذي نشره قبل ان يعتقل في معاشيق في 21 فبراير 2016م وهو قائد المنطقه العسكرية الرابعة أنه لا يملك الا سلاحه الشخصى ومعاشه ،،،
الشهيد البطل القائد اللواء احمد سيف المحرمي اليافعي لمن لايعرفه هو تاريخ ناصع وحافل وتجربة فريدة ومدرسة عسكرية وسياسية استخباراتية مميزة من النضال والعطاء والإبداع لتجربة أكثر من نصف قرن في المؤسسة والعمل العسكري منذ عام 1966م منذ ان بدء ها جنديا ثم ضابطا وقائد تدرج وتحمل العديد من المناصب العسكرية القيادية من رئيس دائرة الاستخبارات العسكرية للقوات المسلحة في السبعينيات ثم قائدا للمحور الأوسط ليكون اخر هذه المناصب نائبا لرئيس هيئة الأركان لقد صنعته وصقلت مواهبة وخبراته العسكرية الاستخباراتية والسياسية ليس فقط هذه التجربة الحافلة بالعطاء كما أشرنا بل فقد نال العديد من الدورات التأهيلية والدراسات الأكاديمية لتشكل مع خبرته وتجربته الطويله شخصية قيادية عسكرية جنوبية استثنائية جمعت فيها ليس فقط قدرات القائد العسكري الميداني المتمكن بل وقدرات الرجل الاستخباراتي والسياسي كذلك وهي كفاءات وملاكات قل ماتجتمع في اي قائد عسكري والتي تميز فيها الشهيد وشكلة شخصيته المميزة الاستثنائية التي امتلكة بعد نظر وقدرات فائقة في التعاطي مع كل الاحداث والصراعات التي عاشها بعقل وحكمة ووعي حرص خلالع مسيرته على أن لايكون في مثل هذه الصراعات الجنوبية متمترس لأي طرف لأنه كان يعي ومن وقت مبكر ومن قبل ان يرفع الجنوبيين شعار التصالح والتسامح وترديد القسم الجنوبي بأن دم الجنوبي على الجنوبي حرام أن مثل هذه الصراعات عبثية ولذلك فقد عمل وبعقلية القائد الحريص على تجنيب الوحدات العسكرية التابعه لقيادته في المحور الأوسط وتحييدها من صراع واقتتال الاخوة في 13 يناير 86م بل وعاش طوال حياته يمقت القبلية والمناطقية الضيقة والتمترس والتعصب الحزبي وتمبيزت شخصيته بالعلاقات الواسعة مع كل مكونات المجتمع عبرت عن هذه العلاقة ومكانة هذا القائد لدى الجنوبيين كما أشرنا تلك الحشود التى شيعت جثمانه وإقامة مراسيم العزاء التي لم يسبق لها مثيل في الداخل والخارج
اماعلى المستوى الشخصي فقد تميز الشهيد بالأخلاق والبساطة والتواضع وقدرته على التعامل مع الناس باختلاف سنهم وعيهم وتوجهاتهم السياسية بعيدا عن التعصب والتمترس الحزبي والقبلي والمناطقي بل انه كان يفرق تماما بين احمد سيف القائد في الميدان الذى عرف عنه الشدة والصرامة وبين أحمد سيف الإنسان البسيط المتواضع خارج العمل وبين أصدقائه وأهله. .
سوف نفتقدك ابا منيف فانت القائد والأخ والصديق الذي لايعوض
نسأل ألله ان يتغمد شهيدنا بواسع رحمته وان يسكنه الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين
وداعا ابا منيف لن ننساك ماحيينا بل انت باقي وسوف تبقى فينا وفي ذاكرة الأجيال القادمة قائدا وملهما ومعلما ،،،
عميد متقاعد صالح محمد قحطان المحرمي
26 فبراير 2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق